الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5875 3 - حدثنا عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو عامر، حدثنا زهير، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والجلوس بالطرقات! فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مناسبة ذكر هذا هنا كون غض البصر فيه صريحا. وعبد الله بن محمد هو المسندي. وأبو عامر عبد الملك العقدي، بفتح [ ص: 233 ] العين المهملة والقاف. وزهير، مصغر زهر، بن محمد التيمي الخراساني. وزيد بن أسلم، بلفظ أفعل التفضيل، أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. وعطاء ابن يسار، ضد اليمين. وأبو سعيد سعد بن مالك الخدري رضي الله تعالى عنه. والحديث مضى في المظالم عن معاذ بن فضالة. قوله: " إياكم" للتحذير، "والجلوس" بالنصب، والباء في "بالطرقات" بمعنى "في"، وكذا في رواية الكشميهني: "في الطرقات"، وفي رواية حفص بن ميسرة على الطرقات، وهو جمع طرق، بضمتين، جمع طريق. قوله: " بد" بضم الباء الموحدة وتشديد الدال؛ أي: ما لنا من مجالسنا افتراق. قوله: " إذا أبيتم"؛ أي: إذا امتنعتم، هكذا رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: "فإذا أبيتم" بالفاء. قوله: " إلا المجلس" بفتح اللام مصدر ميمي؛ أي: الجلوس، وقد تقدم في المظالم "إلى المجلس" بكلمة إلى وقبله: "فإذا أتيتم" من الإتيان. قوله: " وكف الأذى"؛ من نحو التضيق على المارين، واحتقارهم به، وعيبهم له، وامتناع النساء من الخروج إلى أشغالهن بسبب قعودهم في الطريق، والاطلاع على أحوال الناس مما يكرهونه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية