الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5850 225 - حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث، عن أبي التياح، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير - قال: أحسبه- فطيم، وكان إذا جاء، قال: يا أبا عمير ما فعل النغير، نغر كان يلعب به، فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته، فيكنس وينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الجزء الأول للترجمة ظاهرة. وقال بعضهم: والركن الثاني مأخوذ بالإلحاق، بل بطريق الأولى، قلت: هذا كلام غير موجه; لأن جواز التكني للصبي لا يستلزم جواز التكني للرجل قبل أن يولد له، فكيف يصح الإلحاق به فضلا عن الأولوية؟ والظاهر أنه لم يظفر بحديث على شرطه مطابقا للجزء الثاني؛ فلذلك لم يذكر له شيئا.

                                                                                                                                                                                  وعبد الوارث هو ابن عبد المجيد الثقفي. وأبو التياح، بفتح التاء المثناة من فوق وتشديد الياء آخر الحروف وفي آخره حاء مهملة، واسمه يزيد بن حميد.

                                                                                                                                                                                  والحديث مر مختصرا في باب الانبساط إلى الناس، أخرجه عن آدم عن شعبة، عن أبي التياح عن أنس، والحديث دل على جواز تكني الصغير، وأبو عمير مصغر عمر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أحسبه"؛ أي: أظنه فطيم؛ أي: مفطوم انتهى رضاعه. وفي رواية حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس عند أحمد: كان لي أخ صغير، وهو أخو أنس من أمه. وارتفاع "فطيم" بأنه صفة لقوله: "لي أخ"، وقوله: " أحسبه " [ ص: 214 ] معترض بين الصفة والموصوف، ويروى: "فطيما" بالنصب على أنه مفعول ثان لـ"أحسبه". قوله: " وكان إذا جاء"؛ أي: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء، يعني: إلى أم سليم فيمازح الصغير فيقول له: يا با عمير ما فعل النغير؟ وكان قد مات. قوله: " نغر"، يعني: النغير مصغر نغر، بضم النون وفتح الغين المعجمة، وهو طير صغير كالعصافير حمر المناقير. قوله: " فربما حضر الصلاة"؛ أي: ربما حضر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الصلاة.. إلى آخره، قد مر في كتاب الصلاة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية