الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        1- الدمج التربوي وإعلام الإعاقة المتخصص:

        تندرج الأداءات التربوية والإعلامية ضمن الرعاية التربوية والثقافية اللتين تعدان من أهم مجالات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، والفئة المعنية بقدر أكبر من الرعاية هم الأطفال، دون إغفال ما تحتاج إليه باقي فئات ذوي الاحتياجات الخاصة العمرية من الرعاية الثقافية.. وقد استقرت استراتيجية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجال التربوي تحديدا على الدمج والتكامل والاستيعاب مع الأطفال الأسوياء في مسار تعليمي واحد [1] ؛ وهو ما ينسجم مع الاتجاه الداعي إلى الأخذ بالمبدأ الإنساني بجعل الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة طبيعيا أو سويا [2] ، وهو المبدأ الذي أخذت به دول كثيرة، فعملت على توفير الخدمات التربوية، ومشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة لأقرانهم الأسوياء مدرسيا واجتماعيا، وإدماجهم في المؤسسات التربوية الاعتيادية [3] . فأتيح لهم التكامل مع أقرانهم الأسوياء في المكان والخدمات [ ص: 91 ] وغيرها، مع توفير ما تقتضيه أوضاعهم الخاصة من خدمات تربوية يتولاها معلم التربية الخاصة

        [4] .

        ونظرا للوظيفة التربوية والتثقيفية التي تؤديها وسائل الإعلام، كان لابد من مراعاة هذا الاتجاه الحديث في الخطاب والمواد الإعلامية التي توجه لهذه الفئة الاجتماعية (ذوي الاحتياجات الخاصة)، وكان من الضروري التأكيد أن تكون المواد والبرامج الإعلامية المقدمة لهم داخلة ضمن نطاق البرامج التي تقدم للأطفال الأسوياء، حرصا على دمج أولئك اجتماعيا، وحرصا على تجنب عزلتهم [5] .

        يمثل هذا الاتجاه سموا نظريا وفعالية ناجعة، واقعا وتطبيقا، في المجتمعات والبيئات التي أبدعته وطورته وأخذت به. لكن يلاحظ محدودية الأخذ به عمليا في بيئتنا العربية؛ إذ مايزال الغالب عليها أسلوب المدارس الخاصة للمحتاجين للتربية الخاصة، حتى وإن نصت تشريعات وطنية على هذا الأسلوب العالمي الحديث؛ وإن اتجهت الممارسة إلى تطبيقه ففي حدود ضيقة تؤكد حكمنا ولا تنفيه. [ ص: 92 ]

        كما يمكننا ملاحظة أن الحـديث عن هذا الاتجاه في المجال التربوي ثـم الإعـلامي يتجه للعناية بالأطفال والشباب تحديدا، بينما الرسالة الإعلامية شاملة لكل الفئات والأعمار، مما يضفي على المجال الإعلامي خصوصية في تقدير وظائفه في هذا الصدد.

        ومما ينبـغي اعتبـاره -أيضا- أن الكلام عما يمكن الاصطلاح على تسميته بـ "إعـلام الإعاقة والمعاقين" أو "إعلام ذوي الاحتياجاـت الخاصـة" لا يعـني بالضـرورة اقتصـاره على هذه الفئة الاجتماعية الخاصة، وإنـما هو إعلام خاص في المضمون والشكل، لكنـه -مـع هذا- يستقـطب بخطـابه ورسـائله الإعـلامية فئات اجتماعية ومؤسسات اجتماعية وسياسية وعلمية وفنية متخصصة عديدة، بل في بعض جوانبه يتوجه إلى المجتمع برمته ليبني معه "علاقة تفاعلية ومسؤولية متبادلة".

        كل هـذا يدعـونا للبحـث عن مـبررات ودواعـي القول بإعـلام متخصـص في قضـايا الإعاقـة، ونقتصر في حديثنا عنها حـول قناة فضـائية متخصصـة في الإعاقة وقضاياها، فما هي أبرز هذه المبررات؟ [ ص: 93 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية