الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        معلومات الكتاب

        أصحاب الاحتياجات الخاصة (رؤية تنموية)

        الدكتور / محمد مراح

        رؤية إعلامية :

        للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة :

        أولا: دور الإعلام في خدمة قضايا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة:

        تحتل قضايا الإعاقة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أهمية بارزة على الصعيدين الحقوقي والتنموي الدولي، تعكسه النصوص والاتفاقيات الدولية والوثائق الصادرة عن المنظمة الأممية وهياكلها وأجهزتها، خصوصا الحقوقية منها.

        ومن الواضح أن الدافع وراء هذا الاهتمام النوعي أمران هما:

        - المنحى الحقوقي، الذي تحرص المنظمة الأممية باعتبارها ممثلة للمجتمع الدولي أن تبدو عليه، على الأقل توثيقيا ونظريا.. وتمثل الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الاختياري خلاصة وطليعة الوثائق المعبرة عن رؤية المنظمة الأممية الحقوقية وخطتها التنموية لترقية حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة: "إن القصد من وضع هذه الاتفاقية هو أن تكون بمثابة صك من صكوك حقوق الإنسان، ذي بعد إنمائي اجتماعي صريح؛ فهي معاهدة من معاهدات حقوق الإنسان وأداة [ ص: 69 ] للتنمية على حد سواء... ويشكل هذا الأمر نقلة نوعية داخل الأوساط التي تعنى بالشكل الإنمائي، إذ إنها تحدد الإعاقة كقضية تتعين مراعاتها لدى إعداد جميع البرامج، عوض أن تكون قضية موضوعية قائمة بحد ذاتها... وتلزم الاتفاقية الدول الأطراف القيام بشكل استباقي باتخاذ التدابير المناسبة لضمان مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنشطة المجتمع، على قدم المساواة مع الآخرين" [1] .

        وامتدادا لهذا الاهتمام الدولي صدرت التشريعات الوطنية والاتفاقيات والعهود الإقليمية في موضوعة الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، وأعلن عن العقد العربي للمعاقين (2003-2012م)، وبالتالي احتل هذا الموضوع أحد الاهتمامات التنموية الدولية البارزة إلى جانب موضوعات البيئة والتنمية المستدامة وقضية المناخ.

        الأمر الثاني: العدد والنسبة المعتبرة التي يمثلها الأشخاص ذووا الاحتياجات الخاصة من مجموع البشر؛ إذ هناك ما يقارب 650 مليون شخص ذي إعاقة في العالم، أو ما يمثل 10% من سكان العالم. ويسـكن ما يقدر بنسبة80% منهم في البلدان النامية، ويعيش العديد منهم في حالة فقر. وتشير الدلائل في البلدان النامية والمتقدمة النمو، إلى أن الأشخاص [ ص: 70 ] ذوي الاحتياجات الخاصة غير ممثلين تمثيلا متناسبا بين فقراء العالم، وهم أكثر ميلا إلى أن يكونوا أكثر فقرا من نظرائهم غير المعوقين. ويقدر أن واحدا من كل خمسة أشخاص من أشد الناس فقرا في العالم، أي أولئك الذين يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم والذين يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية كالغذاء والمياه النظيفة والمأوى والملبس، هو من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

        وبالنظر إلى أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يمثلون هذه النسبة الكبيرة من السكان، وأنهم يعيشون على الأرجح في الفقر أكثر من أقرانهم غير المعوقين، فإن ضمان إدماجهم في جميع الأنشطة الإنمائية يشكل أمرا أساسيا لتحقيق الأهداف الإنمائية الدولية [2] .

        فما الدور الذي يؤديه الإعـلام إزاء هذا الموضوع الاجتماعي الإنساني المهم؟

        ونظرا لتعدد الجوانب التي ينظر من خلالها لهذا الدور فقد اخترنا أن نعرض للمحورين الآتيين:

        - الإعلام والتوعية.

        - الإعلام وعرض قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة. [ ص: 71 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية