الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وملك الصيد المبادر ، وإن تنازع قادرون فبينهم )

                                                                                                                            ش : قال ابن عبد السلام ولو رأى [ ص: 223 ] واحد من جماعة صيدا واختص برؤيته من بينهم ، ثم أخبرهم فبادر إليه غيره فأخذه كان لآخذه خاصة ; لأن المباحات إنما تستحق بوضع اليد لا بالمعاينة ولو تنازع الجماعة فيه بعد أن رأوه وقبل أن يضعوا أيديهم عليه ، وهو معنى قول المؤلف يعني ابن الحاجب وكل قادر أي وكل واحد منهم قادر على أخذه فهو لجميعهم لتساويهم في ذلك لعدم المنازع لهم من غيرهم والنظر يقتضي أن لا شيء لواحد منهم لانعدام سبب الملك في حقهم ، إنما حسن القضاء به لانتفاء المنازع من غيرهم كما قلنا قال في العتبية قضى به بينهم خوفا أن يقتتلوا عليه ، وتعليله بخوف الاقتتال كالإشارة إلى ما نبهت عليه من فقدان سبب الملك انتهى .

                                                                                                                            وقال ابن عرفة : ويملك الصيد بأخذه روى سحنون لو رأى واحد من قوم صيدا فقال : هو لي لا تأخذوه أو وجدوه كلهم ، فأخذه أحدهم فلآخذه ، وإن تدافعوا عنه فلكلهم ( قلت ) : هذا إن كان بمحل غير مملوك وأما بمملوك فلربه انتهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية