الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الصلاة في الحمام ، ونهى عن الصلاة في المجزرة ، ونهى عن الصلاة على قارعة الطريق ، فأما نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الحمام ، والمجزرة ، فقد اختلف أصحابنا في معنى النهي عنها على وجهين :

                                                                                                                                            [ ص: 262 ] أحدهما : خوف النجاسة ، لأن داخل الحمام محل الأقذار ، والمجزرة معدن الأنجاس ، فعلى هذا تكون الصلاة في ذلك كالصلاة في المقبرة في التقسيم ، والجواز سيما إن تيقن نجاسة المكان فصلاته باطلة ، وإن تيقن طهارته فصلاته جائزة [ مع الكراهة وإن شك فعلى وجهين ] .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : أن نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الحمام لأجل مأوى الشياطين ، وفي المجزرة خوف نفور الذبائح فعلى هذا الصلاة فيها مكروهة لأجل النهي ، وهي جائزة ما لم يعلم يقين النجاسة .

                                                                                                                                            فأما نهيه صلى الله عليه وسلم على قارعة الطريق ، فالمعنى فيه : إيذاء المارة والمجتازين ، وإيذاء المصلى بهم ، وقلة خشوعه باجتيازهم ، فعلى هذا الصلاة جائزة مع ما فيها من الكراهة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية