الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " فإذا تشهد صلى على النبي فيقول : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " . ( قال ) : حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي قال : حدثنا أبو نعيم عن خالد بن إلياس عن المقبري ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتاني جبريل عليه السلام فعلمني الصلاة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فكبر بنا فقرأ بنا بسم الله الرحمن الرحيم فجهر بها في كل ركعة

                                                                                                                                            قال الماوردي : هذا هو الكلام في وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأما صفته فالأكمل المختار فيه ما وصفه الشافعي

                                                                                                                                            وقد روى الشافعي عن مالك ، عن نعيم ، عن محمد بن عبد الله بن زيد ، عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد : أمرنا الله عز وجل أن نصلي عليك يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم

                                                                                                                                            وروى الشافعي عن إبراهيم بن محمد ، عن سعيد بن إسحاق ، عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الصلاة : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد

                                                                                                                                            [ ص: 158 ] فأما القدر الواجب من ذلك فهو قوله اللهم صل على محمد ، وما سواه مستحب وليس بواجب ، وكذلك الصلاة على الآل ليست بواجبة ، فلو قال : صلى الله على محمد ففيه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : يجزئه

                                                                                                                                            والثاني : لا يجزئه كالوجهين في قوله عليكم السلام

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية