الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " وأحب الأذان لما جاء فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين

                                                                                                                                            [ ص: 61 ] قال الماوردي : أما الأذان فالقيام به فضيلة ، وفي الانقطاع إليه والتشاكل به قربة عظيمة

                                                                                                                                            روى سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو يعلم الناس ما في التأذين لتنافسوا فيه

                                                                                                                                            وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة

                                                                                                                                            وفيه ثلاثة تأويلات :

                                                                                                                                            أحدها : أنهم أكثر الناس رجاء وأملا ، ومن قولهم عنقي إليك ممدود

                                                                                                                                            والثاني : أنهم أكثر الناس جمعا ، وأظهرهم حزبا ، من قولهم رأيت عنقا من الناس أي : جمعا

                                                                                                                                            والثالث : أنهم أكثر الناس إسراعا إلى الخير ، من قولهم فلان يسير العنق أي : يسرع في السير

                                                                                                                                            وروى زياد أبو معشر قال : كان عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، يقول : لو كنت مؤذنا ما باليت ألا أجاهد ، ولا أحج ، ولا أعتمر بعد حجة الإسلام "

                                                                                                                                            وروى عبد الله بن الحسن قال : قال علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : ما أتسامح على شيء إلا أنني كنت سألت النبي صلى الله عليه وسلم الأذان للحسن والحسين ، والله أعلم

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية