الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وعن بعضهم : هو من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، واختص به اختصاص الصاحب ، وإن لم يرو عنه ولم يتعلم منه . قاله القاضي أبو عبد الله الصيمري من الحنفية .

وعن بعضهم : هو من ظهر منه مع الصحبة الاتصاف بالعدالة ، فمن لم يظهر منه ذلك لا يطلق عليه اسم الصحبة . قاله أبو الحسين بن القطان كما سيأتي في المسألة بعدها . وقيل : هو من أدرك زمنه - صلى الله عليه وسلم - مسلما وإن لم يره . وهو قول يحيى بن عثمان بن صالح المصري ; فإنه قال : وممن دفن ; أي : بمصر ، من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن أدركه ولم يسمع منه : أبو تميم الجيشاني ، واسمه عبد الله بن مالك . وكذا ذكره الدولابي في الكنى من الصحابة ، وهو إنما قدم المدينة في خلافة عمر باتفاق أهل السير . على أنه يجوز أن يكون ذكرهما له في الصحابة لإدراكه ; لكون أمره عندهما على الاحتمال ، ولم يطلعا على تأخر قدومه ، ولا يلزم من تصريح أولهما بأنه لم يسمع أن لا يكون عنده أنه رآه . وممن حكى هذا القول من الأصوليين القرافي في ( شرح التنقيح ) . وعليه عمل ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) وابن منده في ( الصحابة ) ; حيث ذكر الصغير المحكوم بإسلامه تبعا لأحد أبويه وإن لم يقفا له على رؤية ، وكأن حجتهما توفر همم الصحابة رضوان الله عليهم على إحضار من يولد لهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليدعو له ; كما سيأتي نقله بعد . بل صرح أولهما بأنه رام بذلك استكمال القرن الذي أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : ( خير الناس قرني ) . ومما ينبه عليه إخراج بعضهم عن الصحابة من هو منهم ، أو إدخال من ليس منهم فيهم ; كما سيأتي في آخر التابعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية