الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6483 2965 - (6519) - (2 \ 163) سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=687077 " nindex.php?page=treesubj&link=31488_31489ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء، من رجل أصدق من nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ".
[ ص: 314 ] * قوله: "ما أقلت الغبراء": أي: ما حملت الأرض.
* "ولا أظلت الخضراء": أي: السماء.
* "من رجل": "من" زائدة في النفي، وهذا مفعول للفعلين على سبيل التنازع، وليس المراد أنه فاضل في الصدق على غيره، حتى الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بل المراد: أنه بلغ في الصدق نهايته، والمرتبة الأعلى منه؛ بحيث لم يكن أحد يفضل عليه في وصف الصدق، وهو لا يمنع المساواة، وهذا مبني على أن nindex.php?page=treesubj&link=31775المساواة في وصف الصدق مع الأنبياء جائزة، ولا بعد فيها عقلا، أو المراد: أنه لا يزيد عليه أحد من جنسه في الصدق، وأما الأنبياء، فلا كلام فيهم، بل هم معلوم مرتبتهم.
وقيل: قاله على سبيل المبالغة، ولم يرد أنه أصدق من كل على الإطلاق، أو هو مخصوص بغير الأنبياء، ومن هو أفضل منه من الصحابة.
وقيل: المراد: أنه لا يذهب إلى التورية والتعاريض في الكلام، ولا يسامح الناس في الحق، بل يقول الحق وإن كان مرا كما يحكى من أحواله - رضي الله تعالى عنه - والله تعالى أعلم.