الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5559 114 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=655448قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=treesubj&link=31948_32000_33349إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " فخالفوهم"؛ لأن مخالفتهم بالخضاب. nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي قد تكرر ذكره، وهو عبد الله بن الزبير بن عيسى، منسوب إلى nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد، أحد أجداده. nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان هو ابن عيينة، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري محمد بن مسلم، nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف، nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار، ضد اليمين.
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في اللباس، عن nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى وغيره. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الزينة، عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم وغيره. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في اللباس، عن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة.
قوله: " فخالفوهم" يعني بالصبغ. وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=3503877فخالفوا عليهم واصبغوا. قيل: ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يوافق أهل الكتاب ما لم ينـزل عليه شيء بخلافه؛ ولهذا قيل: nindex.php?page=treesubj&link=22129شرع من قبلنا يلزمنا ما لم يقض الله بالإنكار.
وأجيب بأنه كان ذلك في أول الإسلام ائتلافا لهم ومخالفة لعبدة الأوثان، فلما أغنى الله عن ذلك وأظهر الإسلام على الدين كله، أحب المخالفة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم: قوله: فخالفوهم إباحة منه أن يغير الشيب بكل ما شاء المغير له؛ إذ لم يتضمن قوله: "فخالفوهم" أن اصبغوا بكذا وكذا دون كذا وكذا. وروي من حديث الأجلح، عن nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11822أبي الأسود الدؤلي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر nindex.php?page=hadith&LINKID=680125أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء، والكتم. وفي رواية: إنه أفضل. وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس، وعبد الله بن بريدة، عن أبيه مثله. ومن حديث الضحاك بن حمزة، عن غيلان بن جامع، وإياد بن لقيط، عن أبي رمثة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=706169رأيت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وله شعر مخضوب بالحناء، والكتم. وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بسند حسن، عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=937471خرج رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - على nindex.php?page=treesubj&link=33349_31948_32000مشيخة من الأنصار بيض لحاهم، فقال: يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب . وروى nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم من حديث هشام، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام، قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=682186غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي قال: اخضبوا; فإن اليهود والنصارى لا يخضبون.
والكلام في هذا الباب على نوعين؛
الأول: في تغيير الشيب، واختلفوا فيه؛ فروى nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن الركين بن الربيع قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد يحدث عن عبد الرحمن بن حرملة، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان يكره تغيير الشيب. وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=3503878من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة، إلا أن ينتفها أو يخضبها. وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكره خصالا فذكر منها: تغيير الشيب، وقد غير جماعة من الصحابة والتابعين الشيب، فروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال: كان nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخرج إلينا، وكأن لحيته ضرام العرفج من الحناء والكتم. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: اختضب أبو بكر بالحناء والكتم، واختضب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه بالحناء بحتا - بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وبالتاء المثناة من فوق – أي: صرفا خالصا، وكان nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي، nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة يختضبان به، وممن كان يصبغ بالصفرة: علي، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر، nindex.php?page=showalam&ids=19والمغيرة، وجرير البجلي، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء، nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبو وائل، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب. وقال المحب الطبري: والصواب عندنا أن الآثار التي رويت عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بتغييره والنهي عنه- صحاح، ولكن بعضها عام، وبعضها خاص، فقوله: خالفوا اليهود وغيروا الشيب، المراد منه الخصوص، أي: غيروا الشيب الذي هو نظير شيبة أبي قحافة. وأما من كان أشمط؛ فهو الذي أمره رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - أن لا يغيره، وقال: [ ص: 51 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=36599من شاب شيبة.. الحديث; لأنه لا يجوز أن يكون من رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - قول متضاد، ولا نسخ، فتعين الجمع، فمن غيره من الصحابة فمحمول على الأول، ومن لم يغيره فعلى الثاني، مع أن تغييره ندب لا فرض، أو كان النهي نهي كراهة لا تحريم؛ لإجماع سلف الأمة وخلفها على ذلك، وكذلك الأمر فيما أمر به على وجه الندب، nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي رحمه الله مال إلى النسخ بحديث الباب، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي: وإنما نهى عن النتف دون الخضب; لأن فيه تغيير الخلقة من أصلها بخلاف الخضب; فإنه لا يغير الخلقة على الناظر. ونقل عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أنه يجب، وعنه: يجب ولو مرة، وعنه: لا أحب لأحد أن يترك الخضب ويتشبه بأهل الكتاب.
النوع الثاني: فيما يصبغ به، واختلف فيه؛ فالجمهور على أن الخضاب بالحمرة والصفرة دون السواد; لما روي فيه من الأخبار المشتملة على الوعيد، فروى عبد الكريم عن ابن جبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يرفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=675602nindex.php?page=treesubj&link=17537يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد، لا يجدون ريح الجنة. وروى المثنى بن الصباح، عن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: من خضب بالسواد؛ لم ينظر الله إليه. وروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني، عن جنادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء، يرفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=937635من خضب بالسواد؛ سود الله وجهه يوم القيامة. وروى عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، يرفعه: nindex.php?page=hadith&LINKID=842704غيروا، ولا تغيروا بالسواد. وذكر ابن أبي العاصم بأسانيد أن حسنا وحسينا رضي الله تعالى عنهما كانا يختضبان به، أي بالسواد، وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، وقال: أحبه إلينا أحلكه، وكذلك شرحبيل بن السمط، وقال عنبسة بن سعيد: إنما شعرك بمنزلة ثوبك فاصبغه بأي لون شئت، وأحبه إلينا أحلكه، وكان إسماعيل بن أبي عبد الله يخضب بالسواد، وعن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، أنه كان يأمر بالخضاب بالسواد، ويقول: هو تسكين للزوجة وأهيب للعدو. وعن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة، أن عثمان كان يخضب به، وعن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن والحسين، أنهم كانوا يختضبون، ومن التابعين: علي بن عبد الله بن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين، وأبو بردة. وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قال: لم أسمع في صبغ الشعر بالسواد نهيا معلوما، وغيره أحب إلي. وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد فيه روايتان، وعن الشافعية أيضا روايتان، والمشهور: يكره، وقيل: يحرم، ويتأكد المنع لمن دلس به. وذكر الكلبي أن أول من صبغ بالسواد عبد المطلب بن هاشم. قلت: هذا من العرب. وأما أول من صبغ لحيته بالسواد؛ ففرعون موسى عليه السلام، وله حكاية ذكرناها في (تاريخنا).