[ ص: 162 ] روى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { أبو هريرة } . متفق عليه . : انتدب الله لمن خرج في سبيله ، لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي ، وإيمان بي ، وتصديق برسولي ، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه ، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة { ولمسلم } . وعن : مثل المجاهد في سبيل الله ، كمثل الصائم القائم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أنس } . رواه لغدوة في سبيل الله أو روحة ، خير من الدنيا وما فيها . البخاري
( 7412 ) مسألة : قال : ( ، إذا قام به قوم ، سقط عن الباقين ) معنى فرض الكفاية ، الذي إن لم يقم به من يكفي ، أثم الناس كلهم ، وإن قام به من يكفي ، سقط عن سائر الناس . والجهاد فرض على الكفاية
فالخطاب في ابتدائه يتناول الجميع ، كفرض الأعيان ، ثم يختلفان في أن فرض الكفاية يسقط بفعل بعض الناس له ، وفرض الأعيان لا يسقط عن أحد بفعل غيره والجهاد من فروض الكفايات ، في قول عامة أهل العلم . وحكي عن ، أنه من فروض الأعيان ; لقول الله تعالى { سعيد بن المسيب : انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله } ثم قال : { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما } .
وقوله سبحانه : { كتب عليكم القتال } . وروى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من مات ولم يغز ، ولم يحدث نفسه بالغزو ، مات على شعبة من النفاق " . ولنا قول الله تعالى : { أبو هريرة لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى } .
وهذا يدل على أن القاعدين غير آثمين مع جهاد غيرهم ، وقال الله تعالى : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا } ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث السرايا ، ويقيم هو وسائر أصحابه . فأما الآية التي احتجوا بها ، فقد قال : نسخها قوله تعالى : { ابن عباس وما كان المؤمنون لينفروا كافة } .
رواه الأثرم وأبو داود . ويحتمل أنه أراد حين استنفرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك ، وكانت إجابتهم إلى ذلك واجبة عليهم ، ولذلك هجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين خلفوا ، حتى تاب الله عليهم بعد ذلك ، وكذلك يجب على من استنفره الإمام لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا استنفرتم فانفروا " . متفق عليه . كعب بن مالك أن ينهض للجهاد قوم يكفون في قتالهم ; إما أن يكونوا جندا لهم دواوين من أجل ذلك ، أو يكونوا قد أعدوا أنفسهم له تبرعا بحيث إذا قصدهم العدو حصلت المنعة بهم ، ويكون في الثغور من يدفع العدو عنها ، ويبعث في كل سنة جيش يغيرون على العدو في بلادهم . ومعنى الكفاية في الجهاد