( حدثنا محمد بن علي قال سمعت أبي يقول قال إذا ابتليت ) بصيغة المجهول والخطاب عام أي امتحنت ( بالقضاء ) أو تعينت له ، وفيه إشارة إلى أن الحكومة والقضاء من أنواع البلاء ، ولهذا اجتنب عنه أبو حنيفة وسائر الأتقياء ( فعليك بالأثر ) بفتحتين أي : باتباع أثره ، واقتفاء أخباره - صلى الله عليه وسلم - وكذا باقتداء الأخبار من الصحابة لقوله : عبد الله بن المبارك ، فعليك اسم فعل بمعنى الزمه ويزاد الباء في معموله كثيرا لضعفه في العمل ، قال ميرك : والأثر بالتحريك من رسم الشيء ، وسنن النبي - صلى الله عليه وسلم - آثاره انتهى . عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
ولما كان القضاء خلافة النبوة ناسب وصية القاضي باتباع الآثار النبوية عند الابتلاء بالقضاء ، ثم إيراد هذا الأثر ، وما في أثره من الخبر الآتي في آخر الكتاب مع عدم ملاءمته لعنوان الباب للاهتمام لشأن علم الحديث ، والأخذ من الثقات في باب الروايات ، وللنصيحة في التوصية كابتداء أكثر كتب الحديث بخبر إنما الأعمال بالنيات ، وللحديث الآتي مناسبة خفية للرؤية ; وهي أنه ورد عن أنه قال : إني أعتبر الحديث ، ومراده كما قال في النهاية أنه يعبر الرؤيا على الحديث ويجعل له اعتبارا كما يعتبر القرآن في تأويل الرؤيا مثل أن يعبر الغراب بالرجل الفاسق والضلع بالمرأة ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - سمى الغراب فاسقا ، وجعل المرأة كالضلع . ابن سيرين