الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا خالد بن عبد الله عن حميد ) بالتصغير ( عن أنس بن مالك أن رجلا ) قيل كان به نوع من البلاهة ( استحمل رسول - صلى الله عليه وسلم - ) أي : سأله أن يحمله على دابة ، والمراد أن يعطيه حمولة يركبها ( فقال : إني حاملك ) أي : مريد لحملك ( على ولد ناقة ) أراد به المباسطة له ، والملاطفة معه بما عساه أن يكون شفاء لبلهه بعد ذلك أو إظهارا لتحققه فيه ; فإن أكثر أهل الجنة البله على ما ورد ، والمراد بهم البله في أمور الدنيا مع كونهم فطنين في أحوال العقبى ، فهم من الأبرار عكس صفة الكفار كما قال تعالى في حقهم يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون وقال بعض العارفين : سموا بلها حيث رضوا بالجنة ، ولم يطلبوا الزيادة قال تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة والزيادة هي اللقاء ( فقال : يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة ) توهم أن المراد بولدها هو الصغير من أولادها على ما هو المتبادر إلى الفهم ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهل تلد الإبل ) أي : صغرت أو كبرت ، والمعنى ما تلد جميعا ( إلا النوق ) بضم النون جمع الناقة ، وهي أنثى الإبل ، وحاصله أن جميع الإبل ولد الناقة صغيرا كان أو كبيرا ، فكأنه يقول له : لو تدبرت في الكلام لعرفت المرام ، ففيه مع المباسطة له الإشارة إلى إرشاده ، وإرشاد غيره ; بأنه ينبغي لمن سمع قولا أن يتأمله ، ولا يبادر إلى رده إلا بعد أن يدرك غوره .

التالي السابق


الخدمات العلمية