الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثت عن أبي طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا محمد بن الحسن ، حدثني عياش بن عاصم ، حدثني سعيد بن صدقة أبو مهلهل - وكان يقال إنه من الأبدال - قال : جاء إبراهيم بن أدهم إلى قوم قد ركبوا سفينة ، فقال له صاحب السفينة : هات دينارين ، قال له : ليس معي ولكن أعطيك بين يدي ، فعجب منه ، وقال : إنما نحن في بحر كيف تعطيني ، ثم أدخله فصاروا حتى انتهوا إلى جزيرة في البحر ، فقال صاحب السفينة : والله لأنظرن من أين يعطيني ؟ هل اختبأ هاهنا شيئا ؟ فقال له : هات الدينارين ، فقال : نعم ! فخرج فاتبعه الرجل وهو لا يدري ، فانتهى إلى آخر الجزيرة فركع ، فلما أراد أن ينصرف ، قال : يا رب إن هذا طلب حقه الذي له علي فأعطه عني - وهو ساجد - فرفع رأسه فإذا حوله دنانير ، وإذا الرجل واقف ، فقال له : جئت ؟ خذ حقك ولا تزد عليه ولا تذكر هذا ، فمضوا فأصابتهم عجاجة وظلمة خشوا الموت [ ص: 8 ] فقال الملاح : أين صاحب الدينارين ؟ فقالوا لإبراهيم بن أدهم : ما ترى ما نحن فيه ادع ؟ فأرخى عينيه ، فقال : يا رب يا رب ، أريتنا قدرتك فأرنا رحمتك وعفوك ، ثم سكنت العجاجة وساروا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية