الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قال الشافعي ) وإن قال : أقسمت بالله فإن كان يعني حلفت قديما فليست بيمين حادثة وإن أراد بها يمينا فهي يمين وإن قال : أقسم بالله فليس بيمين فإن قال : أقسم بالله فإن أراد بها يمينا فهي يمين وإن أراد بها موعدا فليست بيمين كقوله سأحلف .

( قال المزني ) رحمه الله وفي الإملاء هي يمين ، وإن قال : لعمر الله ، فإن لم يرد بها يمينا فليست بيمين ، ولو قال : وحق الله أو وعظمته أو وجلال الله أو وقدرة الله فذلك كله يمين نوى بها يمينا أو لا نية [ ص: 398 ] له وإن لم يرد يمينا فليست بيمين ; لأنه يحتمل أن يقول : وحق الله واجب وقدرة الله ماضية لا أنه يمين ، ولو قال بالله أو تالله فهي يمين نوى أو لم ينو . وقال في الإملاء : تالله يمين وقال في القسامة ليست بيمين .

( قال المزني ) : وقد حكى الله عز وجل يمين إبراهيم عليه السلام { وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين } ( قال المزني ) رحمه الله : فإن قال : الله لأفعلن فهذا ابتداء كلام لا يمين إلا أن ينوي بها ، فإن قال : أشهد بالله فإن نوى اليمين فهي يمين ، وإن لم ينو يمينا فليست بيمين ; لأنها تحتمل أشهد بأمر الله ولو قال : أشهد ينويه يمينا لم يكن يمينا ولو قال : أعزم بالله ولا نية له لم يكن يمينا ; لأن معناها أعزم بقدرة الله أو بعون الله على كذا وإن أراد يمينا فهي يمين ، ولو قال : أسألك بالله أو أعزم عليك بالله لتفعلن فإن أراد المستحلف بها يمينا فهي يمين وإن لم يرد بها شيئا فليست بيمين ، ولو قال : علي عهد الله وميثاقه فليست بيمين إلا أن ينوي يمينا ; لأن لله عليه عهدا أن يؤدي فرائضه وكذلك ميثاق الله بذلك وأمانته .

التالي السابق


الخدمات العلمية