الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حرف الخاء

خبز : ثبت في " الصحيحين " ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفؤ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة )

وروى أبو داود في " سننه " : من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : ( كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس )

وروى أبو داود في " سننه " أيضا ، من حديث ابن عمر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن ولبن ، فقام رجل من القوم فاتخذه ، فجاء به ، فقال : في أي شيء كان هذا [ ص: 279 ] السمن ؟ فقال : في عكة ضب ، فقال : : " ارفعه " ) .

وذكر البيهقي من حديث عائشة رضي الله عنها ترفعه : ( أكرموا الخبز ، ومن كرامته أن لا ينتظر به الإدام ) والموقوف أشبه ، فلا يثبت رفعه ، ولا رفع ما قبله .

وأما حديث النهي عن قطع الخبز بالسكين ، فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما المروي : النهي عن قطع اللحم بالسكين ، ولا يصح أيضا .

قال مهنا : سألت أحمد عن حديث أبي معشر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقطعوا اللحم بالسكين ، فإن ذلك من فعل الأعاجم ) . فقال : ليس بصحيح ، ولا يعرف هذا ، وحديث عمرو بن أمية خلاف هذا ، وحديث المغيرة - يعني بحديث عمرو بن أمية - : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتز من لحم الشاة ) . وبحديث المغيرة أنه ( لما أضافه أمر بجنب فشوي ، ثم أخذ الشفرة ، فجعل يحز )

فصل

وأحمد أنواع الخبز أجودها اختمارا وعجنا ، ثم خبز التنور أجود أصنافه ، [ ص: 280 ] وبعده خبز الفرن ، ثم خبز الملة في المرتبة الثالثة ، وأجوده ما اتخذ من الحنطة الحديثة .

وأكثر أنواعه تغذية خبز السميذ ، وهو أبطؤها هضما لقلة نخالته ، ويتلوه خبز الحوارى ، ثم الخشكار .

وأحمد أوقات أكله في آخر اليوم الذي خبز فيه ، واللين منه أكثر تليينا وغذاء وترطيبا وأسرع انحدارا ، واليابس بخلافه .

ومزاج الخبز من البر حار في وسط الدرجة الثانية ، وقريب من الاعتدال في الرطوبة واليبوسة ، واليبس يغلب على ما جففته النار منه ، والرطوبة على ضده .

وفي خبز الحنطة خاصية ، وهو أنه يسمن سريعا ، وخبز القطائف يولد خلطا غليظا ، والفتيت نفاخ بطيء الهضم ، والمعمول باللبن مسدد كثير الغذاء ، بطيء الانحدار .

وخبز الشعير بارد يابس في الأولى ، وهو أقل غذاء من خبز الحنطة .

التالي السابق


الخدمات العلمية