الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو جمع بين عبديه ومدبره فقال : اثنان منكم مدبران صار أحد عبديه مدبرا ويؤمر بالبيان ; لأن قوله : اثنان منكم ، يصرف أحدهما إلى المدبر ويكون إخبارا عن تدبيره ، إذ الصيغة للخبر في الوضع وهو صادق في هذا الإخبار ، والآخر يصرف إلى أحد العبدين فيكون إنشاء للتدبير في أحدهما إذ لا يمكن حمله على الخبر ; لأنه يكون كذبا فيحمل على الإنشاء كأنه قال للمدبر : هذا مدبر ، وأحد العبدين مدبر ; فيؤمر بالبيان كما لو قال ذلك ابتداء لعبديه : أحدكما مدبر ، فإن مات المولى قبل البيان انقسم تدبير رقبة بين العبدين نصفين ، فيعتق المدبر المعروف من الثلث ويعتق نصف كل واحد من العبدين من [ ص: 107 ] الثلث ; لأن التدبير وصية والوصية تعتبر من الثلث سواء كان في المرض أو في الصحة .

                                                                                                                                وهذا كما لو جمع بين عبدين وحر فقال : اثنان منكم حران ، أنه يصرف أحدهما إلى الإخبار عن حرية أحدهم والآخر إلى إنشاء الحرية في أحد العبدين لا غير ، كأنه قال للحران : هذا حر ، وأحد العبدين حر ، فيؤمر بالبيان ، فإن مات قبل البيان عتق من كل واحد منهما نصفه لشيوع العتق فيهما ، كذا هذا .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية