الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

أزمتنا الحضارية في ضوء سنة الله في الخلق

الدكتور / أحمد محمد كنعان

الفصل الثانى

( مفاهيم في ضوء سنة الله في الخلق )

1- الحرية

2- العلم

3- علم الغيب

4- الخير والشر

5- الدعاء

6- الابتلاء والمحنة

7- العبادة

8- الاجتهاد فى الشريعة الاسلامية

- هـل تخضع مشكلاتنا للسنن ؟

- مشروع عمل

- التغيير الاجتماعى

- الفكرة

- الانسان

- الزمن

- الدعوة الأنموذج [ ص: 104 ]

مفاهيم

في ضوء سنة الله في الخلق

عرفنا في الفصول السابقة، ما نقصده من مفهوم ( سنة الله في الخلق ) وقلنا: إن هـذا المفهوم يعني: مجموعة من القوانين التي سنها الله عز وجل وأخضع لها مخلوقاته جميعا على اختلاف أنواعها وتباين أجناسها.. وعرضنا بعد ذلك شواهد عديدة، دلت كلها على أن كل صغيرة وكبيرة في هـذا الوجود تخضع لسنن ربانية، لا تتبدل ولا تتحول، ثم بينا أن تسخير العالم المحيط بنا غير ممكن، بغير الفهم الصحيح لطبيعة السنن الربانية؛ لأن هـذا الفهم يعد بمثابة (كلمة السر) التي تفتح لنا مغاليق هـذا الكون، وتتيح لنا فرصة الاستفادة من كنوزه، التي لا تعد ولا تحصى، وتسخيرها فيما يصلح شئون حياتنا، وييسر لنا أمر عمارة الأرض.

ولكن.. هـل ثمرة (التسخير) هـي الثمرة الوحيدة، التي يمكن أن نجنيها من فهمنا لطبيعة السنن، التي فطر الله عليها أمور خلقه؟ لا.. بل هـناك ثمرات أخرى كثيرة يمكن أن نجنيها من فهمنا للسنن، ويأتي في مقدمة هـذه الثمرات ثمرة.. الإيمان.. لأننا حين نطلع على طبيعة السنن، التي تحكم الكون، وما فيه من مخلوقات كثيرة، فإننا سندرك أن هـذا الكون ما كان له أن يقوم على هـذه الصورة البديعة من التناسق والتوازن والاستقرار، لو لم يكن خالقه.. ربا واحـدا، حكيمـا، عالما، محيطا بكل شيء، وقادرا على كل شيء (سبحانه) .

ويلحق ثمرة الإيمان ثمرات أخرى كثيرة، من أبرزها تصويب نظرتنا [ ص: 105 ] إلى كثير من المفاهيم، التي لها مساس مباشر وعميق بسلوكنا وحركتنا في الحياة.. وهذا ما سوف نعرض له في هـذا الفصل.

التالي السابق


الخدمات العلمية