الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ثم قال تعالى : وأرسلناك للناس رسولا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ، وأما الحسنات والسيئات فهي من الله - عز وجل - خلقا لمواردها وأسبابها وتقديرا لتلك الأسباب بجعلها على قدر المسببات ، ومنها أن للإنسان عملا في هذه الأسباب فإن أحسن وأصاب كانت له الحسنة بفضل الله في ذلك ، وإن أخطأ وأساء كانت له السيئة بخروجه عن تلك السنن وتقصيره في تلك الأسباب ، وليس للرسول دخل فيما يصيب الناس من الحسنات والسيئات ; لأنه أرسل للتبليغ والهداية لا للتصرف في نظام الكون وتحويل سنن الاجتماع أو تبديلها ، فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ( 35 : 43 ) ، فزعم أولئك الجاهلين أن السيئة تصيبهم من عنده أو بسببه ، وما تخيلوا من شؤمه ، لا حجة عليه من العقل ، وهو مخالف لما بين من وظيفة الرسول في النقل ، على أن هدايته جامعة لأسباب النعم فهي من يمنه لا من خلقه .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية