وممن توفي فيها من الأعيان :
الشيخ الإمام العلامة بن الشيخ الإمام أبي [ ص: 609 ] العباس أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد الميمون القيسي التوزري المصري ثم المكي ، الشافعي المعروف بالقسطلاني قطب الدين أبو بكر محمد
شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة ، ولد سنة أربع عشرة وستمائة ، ورحل إلى بغداد فسمع الكثير ، وحصل علوما ، وكان يفتي على مذهب وأقام الشافعي ، بمكة مدة طويلة ، ثم صار إلى مصر ، فولي مشيخة الحديث ، وكان حسن الأخلاق محببا إلى الناس ، توفي في آخر المحرم ودفن بالقرافة الكبرى ، وله شعر حسن ، أورد منه ابن الجزري قطعة صالحة .
عماد الدين محمد بن عباس الدنيسري
الطبيب الماهر ، والحاذق الشاعر ، خدم الأكابر والوزراء ، وعمر ثمانين سنة ، توفي في صفر من هذه السنةبدمشق .
قاضي القضاة برهان الدين الخضر بن الحسن بن علي السنجاري
تولى الحكم بالديار المصرية غير مرة ، وولي الوزارة أيضا ، وكان رئيسا وقورا مهيبا ، وقد باشر القضاء بعده تقي الدين ابن بنت الأعز .
[ ص: 610 ] شرف الدين سليمان بن بنيمان
الشاعر المشهور ، له ديوان ، مات في صفر منها .
الشيخ الصالح الحراني عز الدين عبد العزيز بن عبد المنعم بن الصيقل
ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة ، وسمع الكثير ، ثم استوطن مصر حتى توفي بها في رابع عشر رجب وقد جاوز التسعين ، وقد سمع منه الحافظ علم الدين البرزالي لما رحل إلى مصر في سنة أربع وثمانين ، وحكى عنه أنه شهد جنازة في بغداد فتبعهم نباش ، فلما كان الليل جاء إلى ذلك القبر ففتح عن الميت ، وكان الميت شابا قد أصابته سكتة ، فلما فتح القبر نهض ذلك الشاب الميت جالسا ، فسقط النباش ميتا في القبر ، وخرج الشاب من قبره إلى أهله .
وحكى له قال : كنت مرة بقليوب وبين يدي صبرة قمح ، فجاء زنبور فأخذ واحدة ثم ذهب بها ، ثم جاء فأخذ أخرى ثم ذهب بها ، ثم جاء فأخذ واحدة أخرى أربع مرات . قال : فاتبعته ، فإذا هو يضع الحبة في فم عصفور أعمى بين تلك الأشجار التي هناك .
قال : وحكى لي الشيخ عبد الكافي أنه شهد مرة جنازة ، فإذا عبد أسود معنا ، فلما صلى الناس عليها لم يصل ، فلما حضرنا الدفن نظر إلي وقال : أنا [ ص: 611 ] عمله . ثم ألقى نفسه في قبر ذلك الميت . قال : فنظرت فلم أر شيئا .
الحافظ بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عساكر الدمشقي أبو اليمن أمين الدين عبد الصمد
ترك الرياسة والأملاك ، وجاور بمكة ثلاثين سنة ، مقبلا على العبادة والزهادة ، وقد حصل له قبول من الناس شاميهم ومصريهم وغيرهم ، توفي بالمدينة النبوية في ثاني رجب منها .