وممن توفي فيها من الأعيان :
، صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد أبو العلاء الخطيب [ ص: 217 ] النيسابوري سمع الحديث الكثير ، وولي الخطابة بعد أبيه والتدريس والتذكير ، وكان أبو المعالي الجويني يثني عليه ، وقد ولي قضاء خوارزم .
محمد بن موسى بن عبد الله
أبو عبد الله البلاساغوني التركي الحنفي ويعرف باللامشي ، أورد عنه حديثا ، وذكر أنه ولي قضاء الحافظ ابن عساكر بيت المقدس ، فشكوا منه ، فعزل عنها ، ثم ولي قضاء دمشق ، وكان غاليا في مذهب أبي حنيفة ، وهو الذي رتب الإقامة مثنى مثنى ، قال : إلى أن أزال الله ذلك بدولة الملك صلاح الدين .
قال : وكان قد عزم على نصب إمام حنفي بالجامع ; فامتنع أهل دمشق من ذلك ، وامتنعوا من الصلاة خلفه ، وصلوا بأجمعهم في دار الخيل ، وهي التي قبلي الجامع مكان المدرسة الأمينية وما يجاورها ، وحدها الطرقات الأربعة ، وكان يقول : لو كانت لي الولاية لأخذت من أصحاب الجزية ، وكان مبغضا لأصحاب الشافعي مالك أيضا . قال : ولم تكن سيرته في القضاء محمودة ، وكانت وفاته يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة منها . قال : وقد شهدت جنازته وأنا صغير في الجامع .
[ ص: 218 ] المعمر بن علي بن المعمر
أبو سعد بن أبي عمامة ، الواعظ كان فصيحا بليغا ماجنا ظريفا ذكيا ، له كلمات في الوعظ حسنة ورسائل مسموعة مستحسنة ، توفي في ربيع الأول من هذه السنة ودفن بباب حرب .
أبو علي المغربي
كان عابدا زاهدا ورعا ، يتقوت بأدنى شيء ، ثم عن له أن يشتغل بعلم الكيمياء ، فأخذ إلى دار الخلافة ، فلم يظهر له خبر بعد ذلك .
نزهة
أم ولد للخليفة المستظهر بالله ، كانت سوداء محتشمة كريمة النفس ، توفيت يوم الجمعة ثاني عشر شوال من هذه السنة .
أبو سعد السمعاني
مصنف " الأنساب " وغيره ، وهو تاج الإسلام عبد الكريم بن أبي بكر بن محمد بن أبي المظفر المنصور بن عبد الجبار ، السمعاني ، المروزي الفقيه الشافعي الحافظ المحدث ، قوام الدين أحد الأئمة المصنفين رحل وسمع الكثير حتى كتب عن أربعة آلاف شيخ ، وصنف " التفسير " ، " والتاريخ " و " الأنساب " و " الذيل " على تاريخ الخطيب [ ص: 219 ] البغدادي ، وذكر له ابن خلكان مصنفات عديدة جدا ; منها كتابه الذي جمع فيه ألف حديث عن مائة شيخ ، وتكلم عليها إسنادا ومتنا ، وهو مفيد جدا ، رحمه الله .