الآية الخامسة عشرة :
قوله تعالى : { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون } . فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : في ذكر العهد والوفاء به : وقد تقدم في المائدة والرعد شرحه وأشرنا إليه حيث وقع ذكره بما أمكن فيه . [ ص: 156 ]
المسألة الثانية : قوله تعالى : { ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها } : قال ، ابن وهب وابن القاسم عن : أما التوكيد فهو حلف الإنسان في الشيء الواحد مرارا ، يردد فيه الأيمان يمينا بعد يمين ، كقوله : والله لا أنقصه من كذا وكذا ، يحلف بذلك مرارا ثلاثة أو أكثر من ذلك ، فقال : كفارة ذلك واحدة [ إنما عليه ] مثل كفارة اليمين . مالك
وقال : هي في العهود ، والعهد يمين ، ولكن الفرق بينهما أن العهد لا يكفر قال النبي صلى الله عليه وسلم : { يحيى بن سعيد } . ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه بقدر غدرته ، يقال : هذه غدرة فلان
وأما اليمين فقد شرع الله فيها الكفارة مخلصة منها ، وحالة ما انعقدت عليه .
وقال : التوكيد في اليمين المكررة هو أن يحلف مرتين ، فإن حلف مرة واحدة فلا كفارة عليه . وقد بينا ذلك في سورة المائدة وأوضحنا صحة قول العلماء ، وضعف هذه الرواية عن ابن عمر . ابن عمر