الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : قوله : { وتصدق علينا } قال علماؤنا : لما علموا أن بضاعتهم غير مرضية قالوا : اجعلها حباء إن لم تكن شراء . وقال آخرون منهم : طلبوا منه وفاء الكيل والصدقة بعد ذلك ، وكل ما كان صدقة أو هبة يتبع البيع فإنه يلحق به في إحدى الروايتين ، وكذلك النكاح ، وبه قال أبو حنيفة . ولا يلحق به في الرواية الأخرى ، وبه قال الشافعي . وهي مسألة طويلة قد بيناها في مسائل الخلاف . [ ص: 77 ] فإن قيل : فكيف جاز لهم أن يطلبوا الصدقة وهم الأنبياء ؟ قلنا : عنه خمسة أجوبة :

                                                                                                                                                                                                              أحدها : لا يعلم العلماء أنهم أنبياء ، وآمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنهم لم يكونوا بعد أنبياء .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أنه لا يعلم حالهم مع الصدقة في شرعهم ، فلعل ذلك كان مباحا لهم .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : معنى تصدق سامح ، لا أصل الصدقة .

                                                                                                                                                                                                              الخامس : قيل : تصدق علينا بأخينا . وبالقولين الأخيرين أقول . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية