الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : قوله تعالى : { وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } : اختلف العلماء فيه على ستة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأولى : أنها نفخة نفخها جبريل في جيب درعها ، وسميت النفخة روحا لأنها تكون عن الريح .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أن الروح الحياة ، وقد بينا ذلك في المقسط والمشكلين .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : أن معنى روح رحمة .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : أن الروح صورة ; لما خلق الله آدم أخرج من صلبه ذريته ، وصورهم ، ثم أشهدهم على أنفسهم ، ألست بربكم ؟ قالوا : بلى . ثم أنشأهم كرة أطوارا ، أو جعل لهم الدنيا قرارا ; فعيسى من تلك الأرواح أدخله في مريم . واختار هذا أبي بن كعب .

                                                                                                                                                                                                              وقيل في الخامس : روح صورة صورها الله تعالى ابتداء وجهها في مريم .

                                                                                                                                                                                                              وقيل في السادس : سر روح منه يعني جبريل ، وهو معنى الكلام ألقاها إليه روح منه أي إلقاء الكلمة كان من الله ثم من جبريل . [ ص: 651 ]

                                                                                                                                                                                                              قال الطبري : وهذه الأحكام كلها محتملة غير بعيدة من الصواب . قال القاضي وفقه الله : وبعضها أقوى من بعض ، وقد بيناها في المشكلين ، لكن يتعلق بها الآن من الأحكام مسألة ; وهي : .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية