وله أمثلة : ( القسم التاسع ) من الدعاء المحرم الذي ليس بكفر الدعاء المرتب على استئناف المشيئة
( الأول ) أن والدعاء بوضعه اللغوي إنما يتناول المستقبل ؛ لأنه طلب والطلب في الماضي محال فيكون مقتضى هذا الدعاء أن يقع تقدير الله تعالى في المستقبل من الزمان والله تعالى يستحيل عليه استئناف التقدير بل وقع جميعه في الأزل فيكون هذا الدعاء يقتضي مذهب من يرى أنه لا قضاء وأن الأمر أنف كما خرجه يقول اللهم قدر لي الخير عن مسلم الخوارج وهو فسق بالإجماع .
( الثاني ) أن معناهما واحد في العرف فيحرم لما مر ، فإن قلت قد ورد الدعاء بلفظ [ ص: 290 ] القدر في حديث { يقول اللهم اقض لنا بالخير وقدر واقض } الاستخارة فقال واقدر لي الخير حيث كان ورضني به قلت يتعين أن يعتقد أن التقدير هاهنا أريد به التيسير على سبيل المجاز وأنت أيضا إذا أردت هذا المجاز جاز ، وإنما يحرم الإطلاق عند عدم النية .
( الثالث ) أن والذي يتقدر في العلم هو الذي تعلقت به الإرادة القديمة فكما يستحيل استئناف تعلق الإرادة به يستحيل استئناف تعلق العلم به فيستحيل استئناف تعلق العلم بالسعادة فيكون محرما لما مر يقول اللهم اجعل سعادتنا مقدرة في علمك