الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولو ماتت واحدة منهن قبل البيان ، فالأحسن أن لا يطأ الباقيات قبل البيان ; لاحتمال أن تكون المعتقة فيهن ، فلو أنه وطئهن قبل البيان جاز ; لأن فعل المسلم العدل محمول على الجواز ما أمكن ، وأمكن ههنا بأن يحمل على أنه قد تذكر أن المعتقة منهن هي الميتة ; لأن البيان في هذا النوع من الجهالة إظهار وتعيين لمن نزلت فيه الحرية من الأصل فلم تكن الحياة شرطا لمحلية البيان ، وكان إقدامه على وطئهن تعيينا للميتة للعتق ، والباقيات للرق دلالة أو تتعين الباقيات للرق ضرورة ، بخلاف الجهالة الأصلية إذا ماتت واحدة منهن أن الميتة لا تتعين للحرية ; لأن الحرية هناك غير نازلة في إحداهن وإنما تنزل عند وجود الشرط وهو الاختيار مقصورا عليه والمحل ليس بقابل للحرية وقت الاختيار فهو الفرق ، ولو كانتا اثنتين فماتت واحدة منهما لا تتعين الباقية للعتق ; لأن الميتة لم تتعين للرق لانعدام دليل يوجب التعيين فلا تتعين الأخرى للعتق ضرورة ، فوقف تعيينها للعتق على البيان نصا أو دلالة ، إذ الميتة لم تخرج عن كونها محلا للبيان إذ البيان في هذا النوع إظهار وتعيين ، بخلاف النوع الأول في أصح القولين .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية