الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14125 6131 - (14534) - (3 \ 330) عن طلق بن حبيب ، قال : كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة ، حتى لقيت جابر بن عبد الله ، فقرأت عليه كل آية ذكرها الله - عز وجل - فيها خلود أهل النار ، فقال : يا طلق ! أتراك أقرأ لكتاب الله مني ، وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأنصفت له ، فقلت : لا والله ، بل أنت أقرأ لكتاب الله مني ، وأعلم بسنته مني . قال : فإن الذي قرأت : أهلها هم المشركون ،

[ ص: 92 ] ولكن قوم أصابوا ذنوبا فعذبوا بها ، ثم أخرجوا ، صمتا - وأهوى بيديه إلى أذنيه - إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يخرجون من النار " ، ونحن نقرأ ما تقرأ .


التالي السابق


* قوله : "تكذيبا بالشفاعة " : أي في إخراج أصحاب الكبائر من النار ; بحمل ما جاء من الشفاعة في القرآن على غير هذه الشفاعة .

* "فأنصفت له " : من الإنصاف ; أي : اعترفت له بالحق ، وفي بعض النسخ : "فاتضعت" - بضاد معجمة وعين مهملة - : افتعال من الوضع ; أي : انخفضت له ، وتأدبت معه .

* "فإن الذي قرأت " : أي : من القرآن الدال على الخلود .

* "أهلها " : تأنيث الضمير باعتبار الآيات ، كما أن تذكير "الذي" باعتبار القرآن .

* "ولكن قوم " : أي : "لكن" محل الشفاعة الخارجون عن النار بها قوم ، فلا منافاة بين القرآن وبين الأحاديث الدالة على الشفاعة .

* * *




الخدمات العلمية