الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15297 [ ص: 474 ] 6653 - (15724) - (3 \ 449) عن السائب بن يزيد : أن شريحا الحضرمي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ذاك رجل لا يتوسد القرآن " .

التالي السابق


* قوله : "قال " : ذكر ضمير ، "قال" للسائب ، والجملة معترضة بين اسم أن وخبرها .

* "لا يتوسد القرآن " : بنصب القرآن على المفعولية .

في "الصحاح " : وسدته الشيء ; أي : - بتشديد السين - فتوسده : إذا جعله تحت رأسه .

وفي "القاموس" يحتمل كونه مدحا ; أي : لا يمتهنه ولا يطرحه ، بل يجله ويعظمه ، وذما ; أي : لا يكب على تلاوته إكباب النائم على وساده ، ومن الأول قوله صلى الله عليه وسلم : "لا توسدوا القرآن " ، ومن الثاني : أن رجلا قال لأبي الدرداء : إني أريد أن أطلب العلم ، فأخشى أن أضيعه ، فقال : لأن تتوسد العلم خير لك من أن تتوسد الجهل ، انتهى .

وكلام "النهاية " و"المجمع" يفيد أن التوسد لازم ، و"القرآن" مرفوع على الفاعلية ، والتقدير : لا يتوسد القرآن معه ، فقالا : أراد بالتوسد : النوم ، والكلام يحتمل المدح ; أي : لا ينام الليل عن القرآن ، فيكون القرآن متوسدا معه ، بل هو يداوم على قراءته ، ويحافظ عليها ، والذم ; بمعنى : ألا يحفظ من القرآن شيئا ، ولا يديم قراءته ، فإذا نام ، لم يتوسد معه القرآن ، انتهى .

والوجه هو الأول ، والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية