الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14695 [ ص: 204 ] 6366 - (15115) - (3 \ 383 - 384) عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير : أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود ، قال : "نحن يوم القيامة على كذا وكذا - انظر ، أي ذلك فوق الناس - قال : فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد ، الأول فالأول ، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك ، فيقول : من تنتظرون ؟ فيقولون : ننتظر ربنا . فيقول : أنا ربكم . فيقولون : حتى ننظر إليك . فيتجلى لهم يضحك .

قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال : "فينطلق بهم ويتبعونه ، ويعطى كل إنسان منافق أو مؤمن نورا ، ثم يتبعونه ، على جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله ، ثم يطفأ نور المنافق ، ثم ينجو المؤمنون ، فتنجو أول زمرة ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، سبعون ألفا لا يحاسبون ، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ، ثم كذلك ، ثم تحل الشفاعة حتى يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله ، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ، فيجعلون بفناء أهل الجنة ، ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء ، حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل ، ثم يسأل حتى يجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها " .


التالي السابق


* قوله : "انظر " : الظاهر أنه بصيغة أمر .

* "أي ذلك" ضبط - بتشديد الياء - في بعض الأصول ; أي : انظر أي محل من تلك المحال المذكورة فوق محل الناس ، فذاك المحل موضعنا يوم القيامة ، والله تعالى أعلم .

* "ثم يتبعونه " : أي : ثم يستمرون على اتباعه .

* وقوله : "على جسر جهنم كلاليب " : جملة من مبتدأ وخبر ، وظاهر هذه الرواية أن الورد هو المرور على الصراط ، والله تعالى أعلم .

* "ثم يسأل " : على بناء المفعول ; أي : يقال له : ماذا تتمنى وتريد ؟ وليس المراد : أنه يسأل سؤال حساب ، والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية