الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4412 [ 2311 ] وعن ابن عمر قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر.

                                                                                              رواه مسلم (2399).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله: " وافقت ربي في ثلاث ") يعني: أنه وقع له في قلبه حديث عن تلك الأمور، فأنزل الله تعالى القرآن على نحو ما وقع له، وذلك: أنه وقع له: أن مقام إبراهيم عليه السلام محل شرفه الله تعالى وكرمه، بأن قام فيه إبراهيم عليه السلام للدعاء والصلوات، وجعل فيه آيات بينات، وغفر لمن قام فيه الخطيئات، وأجاب فيه الدعوات، وقد تقدم في الحج ذكر الخلاف فيه، وكذلك وقع له شرف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلو مناصبهن، وعظيم حرمتهن، وأن الذي يناسب حالهن: أن يحتجبن عن الأجانب، فإن اطلاعهم عليهن ابتذال لهن، ونقص من حرمة النبي صلى الله عليه وسلم وحرمتهن، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: " احجب نساءك، فإنهن يراهن البر والفاجر ". وقد استوفينا الكلام على هذا في النكاح. ووقع له أيضا قتل أسارى بدر ، وأشار على النبي صلى الله عليه وسلم به، وأشار عليه أبو بكر بالإبقاء والفداء، فمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما قال أبو بكر رضي الله عنه، فأنزل الله تعالى القرآن على نحو ما وقع لعمر رضي الله عنه في الأمور الثلاثة، فكان ذلك دليلا قاطعا على: أنه محدث [ ص: 262 ] بالحق، ملهم لوجه الصواب، وقد تقدم القول في الصلاة على عبد الله بن أبي ، وفي قضية بدر في الجهاد.




                                                                                              الخدمات العلمية