الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن نافع أن سالم بن عبد الله بن عمر أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به وهو يرضع إلى أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق فقالت أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل علي قال سالم فأرضعتني أم كلثوم ثلاث رضعات ثم مرضت فلم ترضعني غير ثلاث رضعات فلم أكن أدخل على عائشة من أجل أن أم كلثوم لم تتم لي عشر رضعات

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1283 1270 [ ص: 366 ] - ( مالك ، عن نافع : أن سالم بن عبد الله بن عمر أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به وهو يرضع ) بفتح الضاد وماضيه رضع بكسرها ، وأهل نجد يفتحون الماضي ويكسرون المضارع ، قاله الجوهري ( أم كلثوم ) بضم الكاف ( بنت أبي بكر الصديق ) التيمية ، تابعية ، مات أبوها وهي حمل فوضعت بعد وفاته ، وقصتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره ، أرسلت حديثا فذكرها بسببه ابن منده وابن السكن في الصحابة فوهما ( فقالت : أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل علي ) قال السيوطي : هذه خصوصية لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة دون سائر النساء . قال عبد الرزاق في مصنفه عن معمر : أخبرني ابن طاوس عن أبيه قال : كان لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - رضعات معلومات وليس لسائر النساء رضعات معلومات ، ثم ذكر حديث عائشة هذا وحديث حفصة الذي بعده ، وحينئذ فلا يحتاج إلى تأويل الباجي ، وقوله : لعله لم يظهر لعائشة النسخ بخمس إلا بعد هذه القصة اهـ . وبه يرد إشارة ابن عبد البر إلى شذوذ رواية نافع هذه بأن أصحاب عائشة الذين هم أعلم بها من نافع وهم عروة والقاسم وعمرة رووا عنها خمس رضعات ، فوهم من روى عنها عشر رضعات ; لأنه صح عنها أن الخمس نسخن العشر ، ومحال أن تعمل بالمنسوخ ، كذا قال ، وهو سهو لأن نافعا قال : إن سالما أخبره عن عائشة ، وكل منهما ثقة حجة حافظ وقد أمكن الجمع بأنها خصوصية للزوجات الشريفات كما قاله طاوس ، فلا وهم ولا شذوذ . ( قال سالم : فأرضعتني أم كلثوم ثلاث رضعات ثم مرضت فلم ترضعني غير ثلاث مرات ، فلم أكن أدخل على عائشة من أجل أن أم كلثوم لم تتم لي عشر رضعات ) التي تجعلني محرما لعائشة وللزوجات الشريفات في شدة الحجاب ما ليس لغيرهن .




                                                                                                          الخدمات العلمية