الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون ( 28 ) ) .

قوله تعالى : ( ثم تول عنهم ) أي قف عنهم حجزا لتنظر ماذا يردون ؛ ولا تقديم في هذا .

وقال أبو علي : فيه تقديم ؛ أي فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم .

قال تعالى : ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ( 30 ) ) .

قوله تعالى : ( إنه من سليمان ) : بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح بدلا من " كتاب " أو مرفوع بكريم .

قال تعالى : ( ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ( 31 ) ) .

قوله تعالى : ( ألا تعلوا علي ) : موضعه رفع بدلا من " كتاب " أي هو أن لا تعلوا ؛ أو في موضع نصب ؛ أي لأن لا تعلوا . ويجوز أن تكون " أن " بمعنى أي ؛ فلا يكون لها موضع . ويقرأ بالغين ؛ أي لا تزيدوا .

قال تعالى : ( قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ( 33 ) قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ( 34 ) ) .

قوله تعالى : ( ماذا ) : هو مثل قوله تعالى : ( ماذا أراد الله بهذا ) [ البقرة : 26 ] . وقد ذكر .

( وكذلك يفعلون ) : من تمام الحكاية عنها .

وقيل : هو مستأنف من الله تعالى .

قال تعالى : ( فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ( 36 ) ) .

قوله تعالى : ( أتمدونني ) : بالإظهار على الأصل ، وبالإدغام لأنهما مثلان .

قال تعالى : ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ( 39 ) قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ( 40 ) قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون ( 41 ) ) .

[ ص: 281 ] قوله تعالى : ( عفريت ) : التاء زائدة ؛ لأنه من العفر ، يقال : عفرية وعفريت .

و ( آتيك ) : فعل ؛ ويجوز أن يكون اسم فاعل .

و ( مستقرا ) أي ثابتا غير متقلقل ؛ وليس بمعنى الحصول المطلق ؛ إذ لو كان كذلك لم يذكر .

و ( أأشكر أم أكفر ) : في موضع نصب ؛ أي ليبلو شكري وكفري .

و ( ننظر ) - بالجزم على الجواب ، وبالرفع على الاستئناف .

قال تعالى : ( وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين ( 43 ) قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( 44 ) ) .

( وصدها ) : الفاعل " ما كانت " وقيل : ضمير اسم الله ؛ أي وصدها الله عما كانت .

( إنها ) بالكسر على الاستئناف . وبالفتح ؛ أي لأنها ، أو على البدل من " ما " وتكون على هذا مصدرية .

و ( ادخلي الصرح ) : أي في الصرح ؛ وقد ذكر نظيره .

و ( أسلمت ) ؛ أي وقد أسلمت .

قال تعالى : ( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون ( 45 ) قال ياقوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون ( 46 ) قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون ( 47 ) وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ( 48 ) ) قوله تعالى : ( فإذا هم ) : " إذا " هنا للمفاجأة ؛ فهي مكان ، و " هم " مبتدأ ، و " فريقان " : الخبر ، و " يختصمون " صفة ، وهي العاملة في إذا .

و ( اطيرنا ) : قد ذكر في الأعراف .

و ( رهط ) : اسم للجمع ؛ فلذلك أضيف " تسعة " إليه .

و ( يفسدون ) : صفة لتسعة ، أو لرهط .

التالي السابق


الخدمات العلمية