الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ( 53 ) ) .

قوله تعالى : ( أحق هو ) : مبتدأ ، ويجوز أن يكون " هو " مبتدأ ، و " أحق " الخبر ، وموضع الجملة نصب بـ " يستنبئونك " .

و ( إي ) : بمعنى نعم .

قال تعالى : ( ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ( 54 ) ) .

قوله تعالى : ( وأسروا الندامة ) : مستأنف ، وهو حكاية ما يكون في الآخرة . وقيل : هو بمعنى المستقبل وقيل : قد كان ذلك في الدنيا .

قال تعالى : ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ( 57 ) ) .

قوله تعالى : ( وشفاء ) : هو مصدر في معنى الفاعل ; أي وشاف . وقيل : هو في معنى المفعول ; أي المشفى به .

قال تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ( 58 ) ) .

قوله تعالى : ( فبذلك فليفرحوا ) : الفاء الأولى مرتبطة بما قبلها ، والثانية بفعل محذوف تقديره فليعجبوا بذلك فليفرحوا ، كقولهم : زيدا فاضربه ; أي تعمد زيدا فاضربه . وقيل : الفاء الأولى زائدة .

والجمهور على الياء وهو أمر للغائب ; وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة .

ويقرأ بالتاء على الخطاب كالذي قبله .

قال تعالى : ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ( 59 ) ) .

[ ص: 15 ] قوله تعالى : ( أرأيتم ) : قد ذكر في الأنعام .

( آلله ) مثل : ( آلذكرين ) وقد ذكر في الأنعام .

قال تعالى : ( وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ( 61 ) ) .

قوله تعالى : ( في شأن ) : خبر كان .

( و ما تتلوا ) : ما نافية و ( منه ) : ; أي من الشأن ; أي من أجله و ( من قرآن ) : مفعول تتلوا ، ومن زائدة .

( إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون ) : ظرف لـ " شهودا " .

( من مثقال ) : في موضع رفع بيعزب ، ويعزب - بضم الزاي وكسرها لغتان ، وقد قرئ بهما .

( ولا أصغر ) ( ولا أكبر ) - بفتح الراء - في موضع جر صفة لـ " ذرة " أو لـ " مثقال " على اللفظ . ويقرآن بالرفع حملا على موضع " من مثقال " والذي في سبأ يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى .

( إلا في كتاب ) : أي إلا هو في كتاب ، والاستثناء منقطع .

قال تعالى : ( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ( 64 ) ) .

قوله تعالى : ( الذين آمنوا ) : يجوز أن يكون مبتدأ ، وخبره " لهم البشرى " ويجوز أن يكون خبرا ثانيا لأن ، أو خبر ابتداء محذوف ; أي هم الذين . ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعني ، أو صفة لأولياء بعد الخبر . وقيل : يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من الهاء والميم في " عليهم " .

[ ص: 16 ] قوله تعالى : ( في الحياة الدنيا ) يجوز أن تتعلق " في " بالبشرى ، وأن تكون حالا منها ، والعامل الاستقرار .

و ( لا تبديل ) : مستأنف .

التالي السابق


الخدمات العلمية