الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2193 16 - حدثني يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ، عن إسحاق بن عبد الله أنه سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول : كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا ، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء ، وكانت مستقبلة المسجد ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ، فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ، إن الله تعالى يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء ، وإنها صدقة لله ، أرجو برها وذخرها عند الله ، فضعها يا رسول الله [ ص: 153 ] حيث شئت ، فقال : بخ ، ذلك مال رائح ، قد سمعت ما قلت فيها ، وأرى أن تجعلها في الأقربين ، قال : أفعل يا رسول الله ، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قول أبي طلحة للنبي - صلى الله عليه وسلم - إنها صدقة ، فضعها يا رسول الله حيث شئت ، فإنه لم ينكر عليه ذلك ، وإن كان ما وضعها بنفسه بل أمره أن يضعها في الأقربين ، ويفهم منه أن الوكالة لا تتم إلا بالقبول ، ألا ترى أن أبا طلحة قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ضعها يا رسول الله حيث شئت ، فأشار عليه أن يجعلها في الأقربين بعد أن قال : قد سمعت ما قلت فيها ، وقد مضى الحديث في كتاب الزكاة في باب الزكاة على الأقارب ، فإنه أخرجه هناك عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك إلى آخره نحوه ، وأخرجه هنا عن يحيى بن يحيى بن بكر بن زياد التميمي الحنظلي شيخ مسلم أيضا ، مات يوم الأربعاء سلخ صفر سنة ست وعشرين ومائتين ، وقد مر الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله رائج بالجيم من الرواج . وقيل : بالحاء . وقيل : بالباء الموحدة .

                                                                                                                                                                                  ( ومما يستفاد منه ) دخول الشارع حوائط أصحابه ، وشربه من الماء العذب .

                                                                                                                                                                                  وفيه : رواية الحديث بالمعنى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية