الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الحرمان والتخلف في ديار المسلمين

الدكتور / نبيل صبحي الطويل

بلاد (الساحل) أو حزام الجفاف الشديد يمتد حزام الجفاف الشديد من غربي أفريقيا إلى شرقيها على أطراف الصحراء؛ من جزر الرأس الأخضر غربا حيث يدوم موسم المطر يومين يتيمين فقط في السنة، إلى الصومال شرقا حيث تنفق المواشي بالآلاف من العطش القاتل. والدول الموجودة على طول هـذا الحزام هـي: جزر الرأس الأخضر، غامبيا، مالي، النيجر، فولتا العليا، تشاد، موريتانيا، غينيا بيساو، نيجيريا، الصومال، السودان الحبشة، وكل هـذه الدول مسلمة.

والحاجة ملحة فيها لإيجاد الغذاء محليا -طعاما وشرابا- بالإضافة إلى عمليات مكافحة (التصحر) ؛ أي: توسع الصحراء باستمرار على حساب الأراضي الصالحة للزراعة؛ ويتزايد (التصحر) بسبب الحرائق في الغابات، وقطع الأشجار بدون ضوابط، والرعي المبالغ فيه. ومشكلة [ ص: 38 ] الغذاء هـي مشكلة حياة أو موت، والحاجة المستعجلة كانت تبلغ (830) ألف طن من الحبوب، بينما لم تتعهد دول العالم لهذه البلاد الجائعة إلا بـ: 255 ألف طن عام 1979م - 1980م، لذا ارتفع العجز في الحبوب إلى مليون طن، بينما المساعدات الموعودة لا تغطي إلا ربع المطلوب.

ولا تستطيع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وحدها حمل كل أعباء المساعدة للدول الفقيرة؛ لأن ميزانيتها محدودة، ومن الطريف أن ميزانية إطعام القطط والكلاب في الولايات المتحدة الأمريكية تعادل خمسة أضعاف ميزانية الأمم المتحدة في نيويورك، ففي عام 1979م صرف على القطط والكلاب الأمريكية 3.2 مليار دولار بينما كانت ميزانية الأمم المتحدة لعام 1981م: 683 مليون دولار فقط [1] . [ ص: 39 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية