الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ثالثا: مرض البلهارسيا مرض مزمن خطير ينهك الجسم، ويسببه طفيلي ينتقل بالماء، ويصيب جهاز الهضم (الأمعاء) وجهاز البول، ويحدث نزفا مستمرا في التغوط والتبول؛ واسم الطفيلي (Schistosoma) ، وهو على ثلاثة أنواع.وآخر التقديرات في العالم عن عدد الحالات هـو (200) مليون إصابة تقريبا، ويكثر وجود المرض في المناطق الزراعية التي تتوسع فيها [ ص: 111 ]
[ ص: 112 ]

أعمال الري، والمرض منتشر بصورة كبيرة في أفريقيا وآسيا، والخريطة المرفقة تعطي بعض المعلومات عن أماكن وجوده في العالم الأفريقي والآسيوي.

كانت نسبة الإصابة في مصر عام 1974م في بعض المناطق 22% من السكان، وكانت نسبة الإصابة بالبلهارسيا في جهاز البول عام 1968م في مديرية الفيوم 45.7%، وفي أواسط مصر 31%. في المسح الذي أجري عام 1976م.

وهناك عدد ضخم من الحالات في غربي أفريقيا -نيجيريا مثلا- وفي السودان، أما في إيران فنسبة الإصابة كانت 8.3% في منطقة خوزستان. ولقد سجل في المغرب خمسون ألف حالة، وكانت النسبة العامة للمرض في جنوبي تونس 6.6%، أما في بعض القرى هـناك فكانت النسبة (30 - 70%) ؛ وهناك بؤر محدودة من هـذا المرض في شمالي سورية وجنوبي لبنان، وشبه الجزيرة العربية.

والمرض يؤدي إلى ضعف عام و (أنيميا - ضعف دم) ومضاعفات عدة تنهك المصاب، وتجعل حياته بائسة حزينة. وهناك علاج للمرض إلا أن المزارعين العاملين في الحقول المروية يصابون مرات ومرات؛ وتنفق مصر في مكافحة المرض مئات ملايين الجنيهات؛ (ثلاثمائة مليون دولار في العام خسارة مصر على هـذا المرض مداواة، وضياع إنتاج) . [ ص: 113 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية