قال تعالى : ( فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا ( 61 ) ) .
قوله تعالى : ( فيسحتكم ) : يقرأ بفتح الياء وضمها ، والماضي سحت وأسحت ، لغتان ، وانتصب على جواب النهي .
قال تعالى : ( أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى قالوا إن هذان لساحران يريدان ( 63 ) ) .
قوله تعالى : ( إن هذين ) : يقرأ بتشديد إن ، وبالياء في هذين ; وهي علامة النصب .
ويقرأ ( إن ) بالتشديد ، وهذان بالألف ; وفيه أوجه ; أحدها : أنها بمعنى نعم ، وما بعدها مبتدأ وخبر . والثاني : إن فيها ضمير الشأن محذوفا ، وما بعدها مبتدأ وخبر أيضا . وكلا الوجهين ضعيف من أجل اللام التي في الخبر ; وإنما يجيء مثل ذلك في ضرورة الشعر .
وقال : التقدير : لهما ساحران ، فحذف المبتدأ . الزجاج
والثالث : أن الألف هنا علامة التثنية في كل حال . وهي لغة لبني الحارث ; وقيل : لكنانة .
ويقرأ ( إن ) بالتخفيف ، وقيل : هي مخففة من الثقيلة ، وهو ضعيف أيضا .
وقيل : هي بمعنى " ما " واللام بمعنى " إلا " وقد تقدم نظائره .
[ ص: 187 ] قوله تعالى : ( ويذهبا بطريقتكم ) : أي يذهبا طريقكم ; فالباء معدية ، كما أن الهمزة معدية .
قال تعالى : ( فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى ( 64 ) ) .
قوله تعالى : ( فأجمعوا ) : يقرأ بوصل الهمزة وفتح الميم ، وهو من الجمع الذي هو ضد التفريق ، ويدل عليه قوله تعالى : ( فجمع كيده ) [ طه : 60 ] والكيد بمعنى ما يكاد به .
ويقرأ : بقطع الهمزة وكسر الميم ، وهو لغة في جمع ; قاله الأخفش .
وقيل : التقدير : على كيدكم .
و ( صفا ) : حال ; أي مصطفين وقيل : مفعول به ; أي اقصدوا صف أعدائكم .
قال تعالى : ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( 65 ) ) .
قوله تعالى : ( إما أن تلقي ) : قد ذكر في الأعراف [ الأعراف : 115 ] .
قال تعالى : ( قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( 66 ) ) .
قوله تعالى : ( فإذا ) : هي للمفاجأة .
و ( حبالهم ) : مبتدأ ، والخبر إذا ; فعلى هذا " يخيل " حال ، وإن شئت كان " يخيل " الخبر .
و ( يخيل ) - بالياء على أنه مسند إلى السعي ; أي يخيل إليهم سعيها ; ويجوز أن يكون مسندا إلى ضمير الحبال ; وذكر لأن التأنيث غير حقيقي ، أو يكون على تقدير يخيل الملقى . و ( أنها تسعى ) : بدل منه بدل الاشتمال . ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال ; أي تخيل الحبال ذات سعي . ومن قرأ بالتاء ففيه ضمير الحبال ، و " أنها تسعى " بدل منه . وقيل : هو في موضع نصب ; أي يخيل إليهم بأنها ذات سعي . ويقرأ بفتح التاء وكسر الياء ; أي تخيل الحبال إليهم سعيها .