ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أصغر من أخيه عبد الله بسنة . وأمهما . وكان أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية عبيد الله كريما جميلا وسيما ، يشبه أباه في الجمال . [ ص: 334 ] روينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا ثم يقول : " من سبق إلي فله كذا " . فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم .
وقد استنابه علي بن أبي طالب في أيام خلافته على اليمن ، وحج بالناس في سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين ، فلما كان سنة ثمان وثلاثين اختلف هو ويزيد بن شجرة الرهاوي الذي قدم على الحج من جهة معاوية ، ثم اصطلحا على ، فأقام للناس الحج عامئذ ، ثم لما صارت الشوكة شيبة بن عثمان الحجبي لمعاوية تسلط على عبيد الله بسر بن أبي أرطاة ، فقتل له ولدين ، وجرت أمور باليمن قد ذكرنا بعضها . وكان يقدم هو وأخوه عبد الله المدينة فيوسعهم عبد الله علما ، ويوسعهم عبيد الله كرما .
وقد روي أنه نزل في مسير له ، مع مولى له على خيمة رجل من الأعراب ، فلما رآه الأعرابي أعظمه وأجله ، ورأى حسنه وشكله ، فقال لامرأته : ويحك ! ماذا عندك لضيفنا هذا ؟ فقالت : ليس عندنا إلا هذه الشويهة التي حياة ابنتك من لبنها . فقال : إنه لا بد من ذبحها . فقالت : أتقتل ابنتك ؟ فقال : وإن . فأخذ الشفرة والشاة ، وجعل يذبحها ويسلخها ، وهو يقول مرتجزا :
يا جارتي لا توقظي البنيه [ ص: 335 ] إن توقظيها تنتحب عليه وتنزع الشفرة من يديه
قال خليفة بن خياط : توفي سنة ثمان وخمسين . وقال غيره : توفي في أيام يزيد بن معاوية . وقال : توفي في سنة سبع وثمانين . وكانت وفاته أبو عبيد القاسم بن سلام بالمدينة ، وقيل : باليمن . وله حديث واحد .
قال أحمد : ثنا هشيم ، ثنا يحيى بن أبي إسحاق ، عن سليمان بن يسار ، [ ص: 336 ] عن قال : جاءت عبيد الله بن عباس الغميصاء - أو الرميصاء - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها ; تزعم أنه لا يصل إليها ، فما كان إلا يسيرا حتى جاء زوجها ، فزعم أنها كاذبة ، وأنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس لك ذلك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره " . وأخرجه ، عن النسائي علي بن حجر ، عن هشيم به .