قال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، ثنا محمد بن قيس الأسدي ، عن قال : سمعت موسى بن طلحة عثمان بن عفان وهو على المنبر والمؤذن يقيم الصلاة ، وهو يستخبر الناس يسألهم عن أخبارهم وأسعارهم .
وقال أحمد : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا - حدثني يونس - يعني ابن عبيد عطاء بن فروخ مولى القرشيين أن عثمان اشترى من رجل أرضا فأبطأ [ ص: 392 ] عليه ، فلقيه فقال : ما منعك من قبض مالك ؟ قال : إنك غبنتني ، فما ألقى من الناس أحدا إلا وهو يلومني . قال : أوذلك يمنعك ؟ قال : نعم . قال : فاختر بين أرضك ومالك . ثم قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا ; مشتريا ، وبائعا ، وقاضيا ، ومقتضيا .
وروى ابن جرير أن طلحة لقي عثمان وهو خارج إلى المسجد ، فقال له طلحة : إن الخمسين ألفا التي لك عندي قد حصلت ، فأرسل من يقبضها . فقال له عثمان : إنا قد وهبناكها لمروءتك .
وقال الأصمعي : استعمل ابن عامر قطن بن عوف الهلالي على كرمان ، فأقبل جيش من المسلمين - أربعة آلاف - وجرى الوادي فقطعهم عن طريقهم ، وخشي قطن الفوت فقال : من جاز الوادي فله ألف درهم . فحملوا أنفسهم على العظم ، فكان إذا جاز الرجل منهم قال قطن : أعطوه جائزته . حتى جازوا جميعا وأعطاهم أربعة آلاف درهم ، فأبى ابن عامر أن يحسبها له ، فكتب بذلك إلى عثمان بن عفان ، فكتب عثمان أن احسبها له ، فإنه إنما أعان المسلمين في سبيل الله ، فمن ذلك اليوم سميت الجوائز لإجازة الوادي ، فقال الكناني ذلك :
[ ص: 393 ]
فدى للأكرمين بني هلال على علاتهم أهلي ومالي هم سنوا الجوائز في معد
فعادت سنة أخرى الليالي رماحهم تزيد على ثمان
وعشر قبل تركيب النصال