على ما فيه من النكارة والغرابة حديث الضب
قال : أنا البيهقي أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني من ساكني قرية نامين من ناحية بيهق - قراءة عليه من أصل كتابه - ثنا في شعبان سنة اثنتين وثلاثمائة ، ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ محمد بن علي بن الوليد السلمي ، ثنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا معتمر بن سليمان ، ثنا كهمس ، عن عن داود بن أبي هند ، عامر ، عن ابن عمر ، عن عمر بن الخطاب بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه ، ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله ، فلما رأى الجماعة قال : ما هذا؟ قالوا : هذا الذي يذكر أنه نبي . فجاء فشق الناس ، فقال : واللات والعزى ما اشتملت النساء على ذي لهجة أبغض إلي منك ، ولا أمقت [ ص: 38 ] منك ، ولولا أن يسميني قومي عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك الأسود والأحمر والأبيض وغيرهم ، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، دعني فأقوم فأقتله . قال : " يا عمر ، أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا؟ " ثم أقبل على الأعرابي ، وقال : " ما حملك على أن قلت ما قلت وقلت غير الحق ، ولم تكرمني في مجلسي؟ " فقال : وتكلمني أيضا! - استخفافا برسول الله صلى الله عليه وسلم - واللات والعزى لا آمنت بك أو يؤمن بك هذا الضب . وأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ضب " ، فأجابه الضب بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعا : لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة . قال " من تعبد يا ضب؟ " قال : الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عقابه . قال : " فمن أنا يا ضب؟ " فقال : رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، وقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذبك ، فقال الأعرابي : والله لا أتبع أثرا بعد عين ، والله لقد جئتك وما على ظهر الأرض أبغض إلي منك ، وإنك اليوم أحب إلي من ولدي ومن عيني ومني ، وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي هداك بي ، إن هذا الدين يعلو ولا يعلى ، ولا يقبل إلا بصلاة ، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن " . قال : " فعلمني . فعلمه قل هو الله أحد قال : زدني فما سمعت في البسيط ولا في الوجيز أحسن من هذا . قال " يا أعرابي إن هذا كلام الله [ ص: 39 ] ليس بشعر ، إنك إن قرأت قل هو الله أحد مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن ، وإن قرأت مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن ، وإذا قرأتها ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله " . قال الأعرابي : نعم الإله إلهنا ، يقبل اليسير ويعطي الجزيل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألك مال؟ " فقال ما في بني سليم قاطبة رجل هو أفقر مني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " أعطوه " . فأعطوه حتى أبطروه . قال : فقام عبد الرحمن بن عوف ، فقال : يا رسول الله ، إن له عندي ناقة عشراء دون البختية وفوق الأعرى ، تلحق ولا تلحق ، أهديت إلي يوم تبوك ، أتقرب بها إلى الله ، عز وجل ، فأدفعها إلى الأعرابي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد وصفت ناقتك ، فأصف ما لك عند الله يوم القيامة؟ " قال : نعم . قال : " لك ناقة من درة جوفاء ، قوائمها من زبرجد أخضر ، وعنقها من زبرجد أصفر ، عليها هودج ، وعلى الهودج السندس والإستبرق ، وتمر بك على الصراط كالبرق الخاطف ، يغبطك بها كل من رآك يوم القيامة " . فقال عبد الرحمن : قد رضيت . فخرج الأعرابي ، فلقيه ألف أعرابي من بني سليم على ألف دابة ، معهم ألف سيف وألف رمح ، فقال لهم : أين تريدون؟ قالوا : نذهب إلى هذا الذي سفه آلهتنا فنقتله . قال : لا تفعلوا ، أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وحدثهم الحديث ، فقالوا بأجمعهم : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم دخلوا فقيل لرسول الله ، [ ص: 40 ] فتلقاهم بلا رداء ، فنزلوا عن ركبهم يقبلون حتى دنوا منه ، وهم يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله . ثم قالوا : يا رسول الله ، مرنا بأمرك . قال : " كونوا تحت راية خالد بن الوليد " . فلم يؤمن من العرب ولا من غيرهم ألف غيرهم . قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في محفل من أصحابه ، إذ جاء أعرابي من : قد أخرجه شيخنا البيهقي أبو عبد الله الحافظ في المعجزات بالإجازة ، عن الحافظ . قلت : ورواه أبي أحمد بن عدي في " الدلائل " عن الحافظ أبو نعيم إملاء وقراءة ، حدثنا أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، محمد بن علي بن الوليد السلمي البصري قال : ثنا أبو بكر من كتابه . فذكر مثله .
ورواه أبو بكر الإسماعيلي ، عن محمد بن علي بن الوليد السلمي به . قال : وروي في ذلك عن البيهقي عائشة وما ذكرناه هو أمثل الأسانيد فيه . وهو أيضا ضعيف ، والحمل فيه على هذا السلمي . والله أعلم . وأبي هريرة ،