[ ص: 551 ] دمشق متوجها إلى بلاد مصر خروج السلطان من
وفي يوم الجمعة سابع شوال ركب السلطان في جيشه من القصر الأبلق قاصدا لصلاة الجمعة بالجامع الأموي ، فلما انتهى إلى باب النصر ترجل الجيش بكماله بين يديه مشاة ، وذلك في يوم شات كثير الوحل ، فصلى بالمقصورة إلى جانب المصحف العثماني ، وليس معه في الصف الأول أحد ، بل بقية الأمراء خلفه صفوف ، فسمع خطبة الخطيب ، ولما فرغ من الصلاة قرئ كتاب بإطلاق أعشار الأوقاف ، وخرج السلطان بمن معه من باب النصر ، فركب الجيش ، واستقل ذاهبا نحو الكسوة بمن معه من العساكر المنصورة ، مصحوبين بالسلامة والعافية المستمرة ، وخرج السلطان وليس بدمشق نائب سلطنة ، وبها الأمير بدر الدين بن الخطير هو الذي يتكلم في الأمور نائب غيبة ، حتى يقدم إليها نائبها ويتعين لها ، وجاءت الأخبار بوصول السلطان إلى الديار المصرية سالما ، ودخلها في أبهة عظيمة في أوائل شهر ذي القعدة ، وكان يوما مشهودا ، وخلع على الأمراء كلهم ، ولبس خلعة نيابة الشام الأمير علاء الدين المارداني ، ومسك الأمير علم الدين بن زنبور ، وتولية الوزارة الصاحب موفق الدين .
وفي صبيحة يوم السبت خامس ذي الحجة دخل الأمير علاء الدين على الجمدار من الديار المصرية إلى دمشق المحروسة في أبهة هائلة ، وموكب حافل مستوليا نيابة بها ، وبين يديه الأمراء على العادة ، فوقف عند تربة بهادرآص حتى استعرض عليه الجيش ، فلحقهم ، فدخل دار السعادة فنزلها على عادة النواب قبله ، [ ص: 552 ] جعله الله وجها مباركا على المسلمين .
وفي يوم السبت ثالث عشره قدم دوادار السلطان الأمير عز الدين طقطاي من الديار المصرية فنزل القصر الأبلق ، ومن عزمه الذهاب إلى البلاد الحلبية ليجهز الجيوش نحو بيبغا وأصحابه .