وممن توفي فيها من الأعيان :
أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني
أحد مشايخ الحديث المسندين [ ص: 604 ] المعمرين بدمشق ، توفي في صفر عن ثمان وثمانين سنة ، ودفن بقاسيون .
الشيخ الإمام العالم البارع جمال الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سحمان البكري الشريشي المالكي
ولد بشريش سنة إحدى وستمائة ، ورحل إلى العراق ، فسمع بها الحديث من المشايخ; القطيعي وابن زوربة وابن اللتي وغيرهم ، واشتغل وحصل وساد أهل زمانه ، ثم عاد إلى مصر ، فدرس بالفاضلية ، ثم أقام بالقدس شيخ الحرم ، ثم جاء إلى دمشق ، فولي مشيخة الحديث بتربة أم الصالح ، ومشيخة الرباط الناصري بالسفح ، ومشيخة المالكية ، وعرض عليه القضاء فلم يقبل . توفي يوم الاثنين الرابع والعشرين من رجب بالرباط الناصري بقاسيون ، ودفن بسفح قاسيون تجاه الناصرية ، وكانت جنازته حافلة جدا .
قاضي القضاة أبو الفضل يوسف بن قاضي القضاة محيي الدين أبي الفضل يحيى بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الوليد بن القاسم بن الوليد بن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان القرشي الدمشقي المعروف بابن الزكي الشافعي
كان فاضلا مبرزا ، وهو آخر من ولي القضاء من بني الزكي إلى يومنا هذا ، ولد في سنة أربعين ، وسمع الحديث ، توفي ليلة الاثنين حادي عشر ذي الحجة ، ودفن بقاسيون ، وتولى بعده ابن الخويي شهاب الدين .
[ ص: 605 ] الشيخ مجد الدين يوسف بن محمد بن محمد بن عبد الله المصري ثم الدمشقي الشافعي الكاتب المعروف بابن المهتار
كان فاضلا في الحديث والأدب ، يكتب كتابة حسنة جدا ، وتولى مشيخة دار الحديث النورية ، وقد سمع الكثير ، وانتفع الناس به وبكتابته ، توفي عاشر ذي الحجة ، ودفن بباب الفراديس .
الشاعر الأديب شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن محمد المعروف بابن الخيمي
كانت له مشاركة في علوم كثيرة ، ويد طولى في النظم الرائق الفائق ، جاوز الثمانين ، وقد تنازع هو ونجم الدين بن إسرائيل في قصيدة بائية ، فتحاكما إلى ابن الفارض ، فأمرهما بنظم أبيات على وزنها ، فنظم كل منهما فأحسن ، ولكن لابن الخيمي يد طولى عليه ، وكذلك فعل ابن خلكان ، وامتدحه على وزنها بأبيات حسان ، وقد أطال ترجمته الجزري في كتابه .
وفيها كانت وفاة :
الحاج شرف بن مرى
والد الشيخ محيي الدين النووي ، رحمه الله تعالى .
[ ص: 606 ] يعقوب بن عبد الحق أبو يوسف المريني
سلطان بلاد المغرب ، خرج على الواثق بالله أبي دبوس ، فسلبه الملك بظاهر مراكش ، واستحوذ على بلاد الأندلس والجزيرة الخضراء في سنة ثمان وستين وستمائة ، واستمرت أيامه إلى محرم هذه السنة ، وزالت على يديه دولة الموحدين بها .
صاحب التصانيف البيضاوي
هو القاضي الإمام العلامة ناصر الدين عبد الله بن عمر الشيرازي
قاضيها وعالمها وعالم أذربيجان وتلك النواحي ، مات بتبريز سنة خمس وثمانين وستمائة ، ومن مصنفاته " المنهاج في أصول الفقه " ، وهو مشهور ، وقد شرحه غير واحد ، وله " شرح التنبيه " في أربع مجلدات ، وله " الغاية القصوى في دراية الفتوى " ، و " شرح المنتخب " ، و " الكافية في المنطق " ، وله " الطوالع " ، و " شرح المحصول " أيضا ، وله غير ذلك من التصانيف المفيدة ، وقد أوصى إلى القطب الشيرازي أن يدفن بجانبه بتبريز . والله سبحانه أعلم .