وفيها توفي :
الشيخ كمال الدين سلار بن حسن بن عمر بن سعيد الإربلي الشافعي
أحد مشايخ المذهب ، وقد اشتغل عليه الشيخ محيي الدين النووي ، وقد اختصر " البحر " للروياني في مجلدات عديدة هي عندي بخط يده ، وكانت الفتيا تدور عليه بدمشق ، توفي في عشر السبعين ودفن بباب الصغير ، وكان معيدا بالباذرائية من أيام الواقف ، لم يطلب زيادة على ذلك إلى أن توفي في هذه السنة .
وجيه الدين محمد بن علي بن أبي طالب بن سويد التكريتي
التاجر [ ص: 502 ] الكبير ذو الأموال الكثيرة ، وكان معظما عند الدولة ، ولا سيما عند الملك الظاهر ، كان يجله ويكرمه; لأنه كان قد أسدى إليه جميلا في حال إمرته قبل أن يلي السلطنة ، ودفن برباطه وتربته بالقرب من الرباط الناصري بقاسيون ، وكانت كتب الخليفة ترد إليه في كل وقت ، وكانت مكاتباته مقبولة عند جميع الملوك ، حتى ملوك الفرنج في السواحل وفي أيام التتار في أيام هولاوون ، وكان كثير الصدقات والبر .
نجم الدين يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن اللبودي
واقف اللبودية التي عند حمام الفلك المسيري على الأطباء ، ولديه فضيلة بمعرفة الطب ، وقد ولي نظر الدواوين بدمشق ، ودفن بتربته عند اللبودية .
الشيخ علي البكاء
صاحب الزاوية بالقرب من بلد الخليل - عليه السلام - كان مشهورا بالصلاح والعبادة والإطعام لمن اجتاز به من المارة والزوار ، وكان الملك المنصور قلاوون يثني عليه ويذكر أنه اجتمع به وهو أمير ، وأنه كاشفه في أشياء وقعت جميعها ، ومن جملتها أنه سيملك . نقل ذلك قطب الدين اليونيني ، وذكر أن سبب بكائه الكثير أنه صحب رجلا كانت له أحوال وكرامات ، وأنه خرج معه من بغداد ، فانتهوا في ساعة واحدة إلى بلدة بينها وبين بغداد مسيرة سنة ، وأن ذلك الرجل قال له : إني سأموت في الوقت [ ص: 503 ] الفلاني ، فاشهدني في ذلك الوقت . قال : فلما كان ذلك الوقت حضرت عنده وهو في السياق ، وقد استدار إلى جهة الشرق ، فحولته إلى القبلة ، فاستدار إلى الشرق فحولته أيضا ، ففتح عينيه وقال : لا تتعب فإني لا أموت إلا على هذه الجهة . وجعل يتكلم بكلام الرهبان حتى مات ، فحملناه فجئنا به إلى دير هناك فوجدناهم في حزن عظيم ، فقلنا لهم : ما شأنكم؟ فقالوا : كان عندنا شيخ كبير ابن مائة سنة ، فلما كان اليوم مات على الإسلام . فقلنا لهم : خذوا هذا بدله وسلموا إلينا صاحبنا . قال : فوليناه فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه مع المسلمين ، وولوا هم ذلك الرجل ، فدفنوه في مقبرة النصارى ، نسأل الله تعالى حسن الخاتمة . مات الشيخ علي في رجب من هذه السنة .