محمد بن حمويه بن محمد بن حمويه أبو عبد الله الجويني ، روى الحديث وكان صدوقا مشهورا بالعلم والزهد ، وله كرامات ، دخل إلى بغداد فلما ودعهم أنشدهم :
لئن كان لي من بعد عود إليكم قضيت لبانات الفؤاد لديكم وإن تكن الأخرى وفي الغيب عبرة
وحال قضاء فالسلام عليكم
أبو بكر العامري المعروف بابن الخبازة ، سمع الحديث ورحل في طلبه ، وكانت له معرفة بالفقه والحديث ، وقد شرح كتاب " الشهاب " ، وكان يعظ الناس على طريق التصوف ، وكان فيمن تأدب به وقد أثنى عليه ، ومن شعره : ابن الجوزي
كيف احتيالي وهذا في الهوى حالي والشوق أملك لي من عذل عذالي
وكيف أسلو وفي حبي له شغل يحول بين مهماتي وأشغالي
[ ص: 312 ]
ها قد بسطت يدي إليك فردها بالفضل لا بشماتة الأعداء
محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي العباس أبو عبد الله الصاعدي الفراوي
كان أبوه من ثغر فراوة وسكن نيسابور فولد له بها محمد هذا ، وقد سمع الحديث الكثير على جماعة من المشايخ بالآفاق ، وتفقه وأفتى وناظر ووعظ ، وكان ظريفا حسن الوجه جميل المعاشرة كثير التبسم ، وأملى أكثر من ألف مجلس ورحل إليه الطلبة من الآفاق حتى كان يقال : للفراوي ألف راو . وقيل : إن ذلك كان مكتوبا في خاتمه ، وقد أسمع " صحيح مسلم " قريبا من عشرين مرة .
توفي في شوال من هذه السنة عن تسعين سنة ، رحمه الله .