، إسماعيل بن الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي سمع الكثير وتنقل في البلاد ، ودرس بمدينة خوارزم ، وكان فاضلا من أهل الحديث مرضي الطريقة ، وكانت وفاته ببلده بيهق في هذه السنة .
شجاع بن أبي شجاع فارس بن الحسين بن فارس
أبو غالب الذهلي الحافظ ، سمع الكثير ، وكان فاضلا في هذا الشأن ، وشرع في تتميم " تاريخ الخطيب " ثم غسله ، وكان يكثر من الاستغفار والتوبة ; لأنه كتب شعر ابن الحجاج سبع مرات . توفي في هذا العام عن سبع وسبعين سنة .
بن عنبسة بن عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي أبو المظفر بن أبي العباس الأبيوردي محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن الحسين بن منصور بن معاوية بن محمد بن عثمان
الشاعر ، كان عالما باللغة والأنساب ، سمع الكثير وصنف " تاريخ أبيورد " و " أنساب العرب " وله كتاب في المؤتلف والمختلف وغير ذلك ، وكان ينسب [ ص: 222 ] إلى الكبر والتيه الزائد ; حتى إنه كان يدعو في صلاته اللهم ملكني مشارق الأرض ومغاربها ، وكتب مرة إلى الخليفة : الخادم المعاوي ، فكشط الخليفة الميم فبقيت العاوي ، ومن شعره قوله :
تنكر لي دهري ولم يدر أنني أعز وأحداث الزمان تهون وظل يريني الخطب كيف اعتداؤه
وبت أريه الصبر كيف يكون
أبو الفضل المقدسي الحافظ ، ولد سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ، وأول سماعه سنة ستين ، وسافر في طلب الحديث إلى بلاد كثيرة ، وسمع كثيرا ، وكانت له معرفة جيدة بهذه الصناعة ، وصنف كتبا مفيدة ; غير أنه صنف كتابا في إباحة السماع وفي التصوف ، واستعمل فيه أحاديث منكرة جدا ، وأورد أحاديث صحيحة في غير كنهها ، وقد أثنى على حفظه غير واحد من الأئمة .
وذكر في كتابه هذا الذي سماه " صفة التصوف " وقال عنه : يضحك منه من رآه ، قال : وكان داودي المذهب ، فمن أثنى عليه أثنى لأجل حفظه للحديث ، وإلا فما يجرح به أولى ، قال : وذكره ابن الجوزي وانتصر له بغير حجة ، بعد أن قال : سألت عنه شيخنا أبو سعد السمعاني إسماعيل بن أحمد الطلحي فأساء الثناء عليه ، وكان سيئ الرأي فيه . قال وسمعنا [ ص: 223 ] أبا الفضل بن ناصر . يقول محمد بن طاهر لا يحتج به ، صنف في جواز النظر إلى المرد ، وكان يذهب مذهب الإباحية ، ثم أورد له من شعره قوله في هذه الأبيات :
دع التصوف والزهد الذي اشتغلت به جوارح أقوام من الناس
وعج على دير داريا فإن به الره بان ما بين قسيس وشماس
واشرب معتقة من كف كافرة تسقيك خمرين من لحظ ومن كاس
ثم استمع رنة الأوتار من رشأ مهفهف طرفه أمضى من الماس
غني بشعر امرئ في الناس مشتهر مدون عندهم في صدر قرطاس
لولا نسيم بذكراكم يروحني لكنت محترقا من حر أنفاسي
وما كنتم تعرفون الجفا فممن ترى قد تعلمتم
أبو بكر الشاشي
صاحب المستظهري محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي أحد أئمة الشافعية في زمانه ، ولد في المحرم سنة سبع [ ص: 224 ] وعشرين وأربعمائة ، وسمع الحديث على أبي يعلى بن الفراء وأبي بكر الخطيب وتفقه عليه وعلى غيره ، وقرأ " الشامل " على مصنفه والشيخ أبي إسحاق الشيرازي ابن الصباغ ، واختصره في كتابه الذي جمعه للمستظهر بالله وسماه " حلية العلماء بمعرفة مذاهب الفقهاء " ويعرف بالمستظهري ، وقد درس بالنظامية ببغداد ثم عزل عنها ، وكان ينشد :
تعلم يا فتى والعود غض وطينك لين والطبع قابل
فحسبك يا فتى شرفا وفخرا سكوت الحاضرين وأنت قائل
المؤتمن بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبيد الله
أبو نصر الساجي المقدسي ، سمع الحديث الكثير ، وخرج ، وكان ثقة ، صحيح النقل ، حسن الخط ، مشكور السيرة ، لطيف النفس ، اشتغل في الفقه على مدة ، ورحل إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي أصبهان وغيرها ، وهو معدود من جملة الحفاظ لا سيما للمتون ، وقد تكلم فيه محمد بن طاهر .
قال : وهو أحق منه بذلك ، وأين الثريا من الثرى؟ توفي المؤتمن يوم السبت ثامن عشر صفر من هذه السنة ، ودفن ابن الجوزي بباب حرب ، والله أعلم .