أرسلان أبو الحارس البساسيري التركي وممن توفي فيها من الأعيان :
كان من مماليك ، وكان أولا مملوكا لرجل من أهل مدينة بهاء الدولة بن عضد الدولة بسا ، فنسب إليه ، فقيل [ ص: 774 ] له : البساسيري ، وتلقب بالمظفر ، ثم كان مقدما كبيرا عند الخليفة القائم بأمر الله لا يقطع أمرا دونه ، وخطب له على منابر العراق كلها ، ثم طغى وبغى ، وتمرد وعتا ، وخرج على الخليفة ، بل وعلى المسلمين ، ودعا إلى خلافة الفاطميين ، فتم له ما رامه من الأمل الفاسد ، واستدرج ، ثم كان أخذه في هذه السنة ، على ما ذكرنا ، ولله الحمد .
وكان دخوله بأهله إلى بغداد في سادس ذي القعدة من سنة خمسين وأربعمائة ، ثم اتفق خروجهم في سادس ذي القعدة أيضا من سنة إحدى وخمسين بعد سنة هلالية كاملة ، ثم كان خروج الخليفة من بغداد في يوم الثلاثاء الثامن عشر من كانون الأول ، واتفق البساسيري في يوم الثلاثاء الثامن عشر من كانون الأول بعد سنة شمسية ، وذلك في ذي الحجة من هذه السنة . قتل
الحسن بن أبي الفضل ، أبو علي الشرمقاني
المؤدب المقرئ الحافظ للقراءات واختلافها ، كان ضيق الحال ، فرآه شيخه ابن العلاف ذات يوم وهو يأخذ أوراق الخس من دجلة فيأكله ، فأعلم ابن المسلمة فأمر غلامه أن يذهب إلى الخزانة التي بمسجده ، فيتخذ لها مفتاحا غير مفتاحه ، ثم كان يضع فيها كل يوم ثلاثة أرطال من خبز السميد ودجاجة وحلاوة سكر ، فظن أبو علي الشرمقاني [ ص: 775 ] أن ذلك كرامة ، وأن هذا الطعام من الجنة ، فكتمه زمانا ، وجعل ينشد :
من أطلعوه على سر فباح به لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
فلما كان في بعض الأيام ذاكره ابن العلاف في أمره ، وقال : أراك قد سمنت ، فما هذا الأمر وأنت رجل فقير ؟ فجعل يلوح ولا يصرح ، ويكني ولا يفصح ، ثم أخبره أنه يجد كل يوم في خزانته من طعام الجنة ما يكفيه . فقال له : ادع لابن المسلمة ، فإنه الذي يفعل معك ذلك ، وشرح له صورة الحال ، فانكسر ولم يعجبه ذلك .، أبو الحسن الزوزني علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة
شيخ الصوفية وإليه ينسب رباط الزوزني ، وقد كان بني شيخه ، وقد صحب لأبي الحسن الحصري أبا عبد الرحمن السلمي ، وقال : صحبت ألف شيخ ، وأحفظ عن كل شيخ حكاية . توفي في رمضان عن خمس وثمانين سنة
محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن علي أبو طالب الحربي
المعروف بالعشاري ، وإنما قيل له ذلك ; لطول جسده ، وقد سمع وغيره ، [ ص: 776 ] وكان ثقة دينا صالحا . توفي في جمادى الأولى من هذه السنة ، وقد نيف على الثمانين . الدارقطني
نسبة إلى الوني الفرضي ، الحسين بن محمد ، أبو عبد الله الوني ون قرية من أعمال قهستان ، الفرضي شيخ الخبري ، وهو أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم ، كان الوني إماما في الحساب والفرائض ، وانتفع الناس به ، وتوفي في هذه السنة ببغداد شهيدا في فتنة البساسيري .