ابن البواب الكاتب ، علي بن هلال ، أبو الحسن بن البواب
صاحب الخط المنسوب ، صحب أبا الحسين بن سمعون الواعظ ، وكان يقص بجامع المدينة وقد أثنى على ابن البواب غير واحد في دينه ، وأما خطه وطريقته فأشهر من أن ينبه عليه ، وخطه أوضح تعريبا من خط أبي علي بن مقلة ، ولم يكن بعده أكتب منه ، وعلى طريقته الناس اليوم في سائر الأقاليم إلا القليل .
قال : توفي يوم السبت ثاني جمادى الآخرة من هذه السنة ، ودفن بمقبرة ابن الجوزي باب حرب ، وقد رثاه بعضهم بأبيات منها :
فللقلوب التي أبهجتها حزن وللعيون التي أقررتها سهر [ ص: 595 ] فما لعيش وقد ودعته أرج
وما لليل وقد فارقته سحر
استشعر الكتاب فقدك سالفا وقضت بصحة ذلك الأيام
فلذاك سودت الدوي كآبة أسفا عليك وشقت الأقلام
[ ص: 596 ]
المعروف بالسكري علي بن عيسى بن سليمان بن محمد بن أبان ، أبو الحسن الفارسي ، الشاعر ، وكان يحفظ القرآن ، ويعرف القراءات ، وصحب القاضي أبا بكر الباقلاني ، وأكثر شعره في مديح الصحابة وذم الرافضة . وكانت وفاته في شعبان من هذه السنة ، ودفن بالقرب من قبر معروف الكرخي وقد أوصى أن يكتب على قبره هذه الأبيات التي عملها ، وهي قوله :
نفس يا نفس كم تمادين في الغي وتأتين في الفعال المعيب
راقبي الله واحذري موقف العر ض وخافي يوم الحساب العصيب
لا تغرنك السلامة في العي ش فإن السليم رهن الخطوب
كل حي فللمنون ولا يد فع كأس المنون كيد الأريب
واعلمي أن للمنية وقتا سوف يأتي عجلان غير هيوب
إن حب الصديق في موقف الحش ر أمان للخائف المطلوب
ويعرف بالعتيقي محمد بن أحمد بن محمد بن منصور ، أبو جعفر ، البيع ، ولد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، وأقام بطرسوس مدة ، وسمع بها وبغيرها ، وحدث بشيء يسير ، رحمه الله تعالى .
[ ص: 597 ] محمد بن محمد بن النعمان ، أبو عبد الله ، المعروف بابن المعلم
شيخ الإمامية الرافضة ، والمصنف لهم ، والمحامي عن حوزتهم ، كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف ، لميل كثير منهم إلى التشيع ، وكان مجلسه يحضره كثير من العلماء من سائر الطوائف ، وكان من جملة تلاميذه الشريف المرتضى وقد رثاه بقصيدة بعد وفاته في رمضان من هذه السنة ، منها قوله :
من لفضل أخرجت منه حساما ومعان فضضت عنها ختاما
من يثير العقول من بعد ما كن همودا ويفتح الأفهاما
من يعير الصديق رأيا إذا ما سله في الخطوب كان حساما