[ ص: 152 ] وممن توفي فيها من الأعيان :
nindex.php?page=treesubj&link=33947سنان بن ثابت بن قرة الصابئ
أبو سعيد المتطبب ، أسلم على يد
القاهر بالله ، ولم يسلم ولده ولا أحد من أهل بيته ، وقد كان مقدما في الطب وفي علوم كثيرة . وكانت وفاته في ذي القعدة من هذه السنة بعلة الذرب ، فلم تغن عنه صناعته شيئا حين جاءه الموت . وما أحسن ما قال بعض الشعراء في هذا المعنى :
قل للذي صنع الدواء بكفه أترد مقدورا عليك قد جرى مات المداوى والمداوي والذي
صنع الدواء بكفه ومن اشترى
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري
ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في " المنتظم " وفاة
الأشعري في هذه السنة ، وتكلم فيه ، وحط عليه كما جرت عادة
الحنابلة ، يتكلمون في
الأشعرية قديما وحديثا . وذكر أنه ولد سنة ستين ومائتين ، وأنه توفي في هذه السنة ، وأنه صحب
الجبائي أربعين سنة ، ثم رجع عنه ، وأنه توفي
ببغداد ، ودفن
بمشرعة الروايا .
[ ص: 153 ] nindex.php?page=treesubj&link=33935محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي مولاهم أبو بكر
سمع جده
nindex.php?page=showalam&ids=14304وعباسا الدوري وغيرهما ، وعنه
أبو عمر بن مهدي ، وكان ثقة .
وروى
الخطيب أن والد
محمد هذا حين ولد أخذ طالع مولده المنجمون ، فحسبوا عمره ، وقالوا : إنه يعيش كذا وكذا . فأرصد له أبوه حبا ، فيه عن كل يوم من عمره دينار ، ثم أرصد له حبا آخر كذلك ، ثم آخر كذلك ، فكان يعدل كل يوم بثلاثة دنانير ، ومع هذا ما أفاده شيئا ، بل افتقر حتى صار يستعطي من الناس ، وكان يحضر مجلس السماع عليه بلا إزار ، يتصدق عليه أهل المجلس بشيء يقوم بأوده . والسعيد من أسعده الله .
nindex.php?page=treesubj&link=33935محمد بن مخلد بن حفص أبو عمر الدوري العطار
كان يسكن
الدور ، وهي محلة بطرف
بغداد سمع
الحسن بن عرفة nindex.php?page=showalam&ids=14413والزبير بن بكار nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم بن الحجاج وغيرهم ، وعنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وجماعة من الحفاظ ، وكان ثقة ، فهما ، واسع الرواية ، مشكور الديانة ، مشهورا بالعبادة . وكانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة ، وقد استكمل سبعا وتسعين سنة وثمانية أشهر وأحدا وعشرين يوما .
[ ص: 154 ] nindex.php?page=treesubj&link=33937المجنون البغدادي
روى
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبي بكر الشبلي ، قال : رأيت مجنونا عند
جامع الرصافة وهو عريان ، وهو يقول : أنا مجنون الله ، أنا مجنون الله ، فقلت له : ما لك ؟ ألا تستتر وتدخل الجامع وتصلي ؟ فأنشأ يقول :
يقولون زرنا واقض واجب حقنا وقد أسقطت حالي حقوقهم عني
إذا هم رأوا حالي ولم يأنفوا لها ولم يأنفوا منها أنفت لهم مني
[ ص: 152 ] وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ :
nindex.php?page=treesubj&link=33947سِنَانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قُرَّةَ الصَّابِئُ
أَبُو سَعِيدٍ الْمُتَطَبِّبُ ، أَسْلَمَ عَلَى يَدِ
الْقَاهِرِ بِاللَّهِ ، وَلَمْ يُسْلِمْ وَلَدُهُ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَقَدْ كَانَ مُقَدَّمًا فِي الطِّبِّ وَفِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ . وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ بِعِلَّةِ الذَّرَبِ ، فَلَمْ تُغْنِ عَنْهُ صِنَاعَتُهُ شَيْئًا حِينَ جَاءَهُ الْمَوْتُ . وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي هَذَا الْمَعْنَى :
قُلْ لِلَّذِي صَنَعَ الدَّوَاءَ بِكَفِّهِ أَتَرُدُّ مَقْدُورًا عَلَيْكَ قَدْ جَرَى مَاتَ الْمُدَاوَى وَالْمُدَاوِي وَالَّذِي
صَنَعَ الدَّوَاءَ بِكَفِّهِ وَمَنِ اشْتَرَى
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ
ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " الْمُنْتَظَمِ " وَفَاةَ
الْأَشْعَرِيِّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، وَتَكَلَّمَ فِيهِ ، وَحَطَّ عَلَيْهِ كَمَا جَرَتِ عَادَةُ
الْحَنَابِلَةِ ، يَتَكَلَّمُونَ فِي
الْأَشْعَرِيَّةِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا . وَذَكَرَ أَنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، وَأَنَّهُ صَحِبَ
الْجُبَّائِيَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ ، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ
بِبَغْدَادَ ، وَدُفِنَ
بِمَشْرَعَةِ الرَّوَايَا .
[ ص: 153 ] nindex.php?page=treesubj&link=33935مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ الصَّلْتِ السَّدُوسَيُّ مَوْلَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ
سَمِعَ جَدَّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14304وَعَبَّاسًا الدُّورِيَّ وَغَيْرَهُمَا ، وَعَنْهُ
أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَكَانَ ثِقَةً .
وَرَوَى
الْخَطِيبُ أَنَّ وَالِدَ
مُحَمَّدٍ هَذَا حِينَ وُلِدَ أَخَذَ طَالَعَ مَوْلِدِهِ الْمُنَجِّمُونَ ، فَحَسَبُوا عُمْرَهُ ، وَقَالُوا : إِنَّهُ يَعِيشُ كَذَا وَكَذَا . فَأَرْصَدَ لَهُ أَبُوهُ حُبًّا ، فِيهِ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ عُمْرِهِ دِينَارٌ ، ثُمَّ أَرْصَدَ لَهُ حُبًّا آخَرَ كَذَلِكَ ، ثُمَّ آخَرَ كَذَلِكَ ، فَكَانَ يَعْدِلُ كُلَّ يَوْمٍ بِثَلَاثَةِ دَنَانِيرَ ، وَمَعَ هَذَا مَا أَفَادَهُ شَيْئًا ، بَلِ افْتَقَرَ حَتَّى صَارَ يَسْتَعْطِي مِنَ النَّاسِ ، وَكَانَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ السَّمَاعِ عَلَيْهِ بِلَا إِزَارٍ ، يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ أَهِلُ الْمَجْلِسِ بِشَيْءٍ يَقُومُ بِأَوَدِهِ . وَالسَّعِيدُ مَنْ أَسْعَدَهُ اللَّهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=33935مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ الْعَطَّارُ
كَانَ يَسْكُنُ
الدُّورَ ، وَهِيَ مَحَلَّةٌ بِطَرَفِ
بَغْدَادَ سَمِعَ
الْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14413وَالزُّبَيْرَ بْنَ بَكَّارٍ nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ وَغَيْرَهُمْ ، وَعَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ ، وَكَانَ ثِقَةً ، فَهِمًا ، وَاسِعَ الرِّوَايَةِ ، مَشْكُورَ الدِّيَانَةِ ، مَشْهُورًا بِالْعِبَادَةِ . وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ ، وَقَدِ اسْتَكْمَلَ سَبْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَأَحَدًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا .
[ ص: 154 ] nindex.php?page=treesubj&link=33937الْمَجْنُونُ الْبَغْدَادِيُّ
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبِي بَكْرٍ الشَّبْلِيِّ ، قَالَ : رَأَيْتُ مَجْنُونًا عِنْدَ
جَامِعِ الرُّصَافَةِ وَهُوَ عُرْيَانٌ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا مَجْنُونُ اللَّهِ ، أَنَا مَجْنُونُ اللَّهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا لَكَ ؟ أَلَا تَسْتَتِرُ وَتَدْخُلُ الْجَامِعَ وَتُصَلِّي ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
يَقُولُونَ زُرْنَا وَاقْضِ وَاجِبَ حَقِّنَا وَقَدْ أَسْقَطَتْ حَالِي حُقُوقَهُمْ عَنِّي
إِذَا هُمْ رَأَوْا حَالِي وَلَمْ يَأْنَفُوا لَهَا وَلَمْ يَأْنَفُوا مِنْهَا أَنِفْتُ لَهُمْ مِنِّي