الكندي صاحب إحدى المعلقات ذكر
وهي أفخرهن وأشهرهن ، التي أولها
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
قال : حدثنا الإمام أحمد هشيم حدثنا أبو الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار وقد روى هذا الحديث عن هشيم جماعة كثيرون منهم بشر بن الحكم ، ، والحسن بن عرفة أخو وعبد الله بن هارون أمير المؤمنين المأمون الأمين ، وأخرجه ويحيى بن معين ، من طريق ابن عدي عبد الرزاق عن الزهري به . وهذا منقطع ، وروي من وجه آخر ، عن ولا يصح من غير هذا الوجه . أبي هريرة
[ ص: 269 ] وقال الحافظ : هو ابن عساكر امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة أبو يزيد ، ويقال : أبو وهب ويقال : أبو الحارث الكندي ، كان بأعمال دمشق وقد ذكر مواضع منها في شعره فمن ذلك قوله
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل
ثم روى من طريق حدثني هشام بن محمد بن السائب الكلبي فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال اليمن فقالوا : يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس قال : وكيف ذاك ؟ قالوا : أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الطريق فمكثنا ثلاثا لا نقدر على الماء فتفرقنا إلى أصول طلح وسمر ; ليموت كل رجل منا في ظل شجرة فبينا نحن بآخر رمق إذا راكب يوضع على بعير فلما رآه بعضنا - قال [ ص: 270 ] والراكب يسمع - :
ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها طامي
وذكر الكلبي أن امرأ القيس أقبل براياته ، يريد قتال بني أسد حين قتلوا أباه فمر بتبالة وبها ذو الخلصة ، وهو صنم وكانت العرب تستقسم عنده فاستقسم فخرج القدح الناهي ثم الثانية ثم الثالثة كذلك فكسر القداح وضرب بها وجه ذي الخلصة ، وقال : عضضت بأير أبيك لو كان أبوك المقتول لما عوقتني ، ثم أغار على بني أسد فقتلهم قتلا ذريعا . قال ابن [ ص: 271 ] الكلبي : فلم يستقسم عند ذي الخلصة حتى جاء الإسلام .
وذكر بعضهم أنه امتدح قيصر ملك الروم يستنجده في بعض الحروب ، ويسترفده فلم يجد ما يؤمله عنده فهجاه بعد ذلك فيقال : إنه سقاه سما فقتله فألجأه الموت إلى جنب قبر امرأة عند جبل يقال له : عسيب فكتب هنالك
أجارتنا إن المزار قريب وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا وكل غريب للغريب نسيب
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
[ ص: 272 ]
يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأبد
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حان مشيب
عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها
هل بالطلول لسائل رد أم هل لها بتكلم عهد